أحوال عربية

التوازن في التعاطي مع قضايا اللجوء العالمي..وتوفير الحياة الكريمة للاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم

“دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية” في اليوم العالمي للاجئين: ندعو الى
التوازن في التعاطي مع قضايا اللجوء العالمي، وتوفير الحياة الكريمة للاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم

في 20 حزيران (يونيو) من كل عام، تحيي الامم المتحدة يوم اللاجئ العالمي، في محطة سنوية يتم فيها
التذكير بمعاناة اللاجئين وحقوقهم الناتجة عن الصراعات والاحتلال والقمع والارهاب. ورغم ان العام
2022 شهد اكبر نسبة نزوح في التاريخ، الا ان حالة اللاجئين الفلسطينيين تبقى الاعقد كونها الفترة
الاطول في تاريخ اللجوء، وكونها قضية سياسية لشعب هجر من ارضه بقوة الارهاب الذي ارتكبته
العصابات الصهيونية.
75 عاما مضت على محنة الشعب الفلسطيني، تغيرت خلالها الكثير من تفاصيل الصراع: ازداد عدد
اللاجئين نحو سبعة اضعاف (من 900 الف لاجئ عام 1950 الى نحو 6.5 مليون نسمة)، وتغيرت
اوضاع اللاجئين من حياة الخيام الى مخيمات تنتظر عودتها الى الاراضي والممتلكات التي تهجرت
عنها، لكن الثابت الوحيد طيلة تلك الفترة هو التعنت والعنجهية الاسرائيلية التي ما زالت تمنع عودة
اللاجئين وفقا للقرار الاممي رقم 194.
في الوقت الذي يحيي العالم هذا اليوم، ويبحث عن اوطان جديدة توفر الحماية للاجئين في بيئة آمنة
خالية من القهر والقمع، يقف اللاجئون الفلسطينيون ليؤكدوا تمسكهم بأرضهم وحقهم في العودة اليها،
وبأن قضيتهم ستبقى حية، مهما تمادى الاحتلال في عدوانه، ومهما بلغ انحياز القوى الاستعمارية
الامبريالية التي تدعي احترامها لحقوق الانسان، بينما تواصل دعمها لمستعمرين صهاينة احتلوا ارض
فلسطين استنادا  لخرافات واساطير تاريخية ومزاعم دينية نسجتها الحركة الصهيونية كي تبرر جريمتها
التاريخية بحق الشعب الفلسطيني..
وإذا كانت احدى اهم اهداف الامم المتحدة توفير حياة كريمة للاجئين وتحسين اوضاعهم المعيشية، فان
على المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤوليته الانسانية والاخلاقية بتوفير الحياة الكريمة للاجئين
الفلسطينيين، لا ان تغدق الاموال بمليارات الدولارات على اللاجئين هناك، وتوفر لهم كل وسائل
الراحة، بينما على مستوى اللاجئين الفلسطينيين يعجز المجتمع الدولي عن معالجة ازمة مالية تعيشها
وكالة الغوث ولا تحتاج سوى اقل من 0.001 بالمائة مما ينفق هناك. لذلك دعونا ونجدد دعوة الدول
المانحة لتكون اكثر توازنا في التعاطي مع حالات اللجوء على مستوى العالم، والى توفير شبكة امان
مالي وسياسي توفر للاونروا الحماية التي تمكنها من ممارسة دورها الانساني التنموي والاغاثي بحرية
بعيدا عن الضغوط الاسرائيلية والامريكية.
كما ندعو شعبنا بجميع مكوناته الى التوحد في الدفاع عن قضية اللاجئين واعتبارها قضية وطنية على
سوية القضايا الكبرى التي تستحق ان نضعها في مقدمة الاولويات، وان نطرحها بشكل موحد، والسعي
الدائم لحل مشاكل تجمعات اللاجئين الحياتية سواء عبر المنظمات الدولية ومؤسساتها او عبر الدول
المضيفة والدول الشقيقة وبما يبقي قضية اللاجئين حية ونابضة بقوتها الى حين العودة الاكيدة
والحتمية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى