رأي

الجزائر في مواجهة العداء الحربي للتحالف الصهيومغربي

 
زكرياء حبيبي
 
إن افتتاح قناة تلفزيونية صهيونية في المغرب، وتحديداً قناة I24 باللغة العربية، دلالة قوية على القبضة الخانقة لمُحتل الأراضي العربية على ملكية المخزن و”أمير المؤمنين” محمد السادس.

سارعت القناة الصهيونية إلى شن حملة عدائية ضد الجزائر والجمهورية العربية الصحراوية، التي يحاول المخزن تصنيفها على أنها منظمة “إرهابية”، حتى تتمكن من عزلها على الساحة الدولية، مع العلم أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الدولة المؤسسة للاتحاد الأفريقي، معترف بها من قبل مائة دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكيد أنه من خلال الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، المراد هو استهداف الجزائر، والمؤتمر الأخير الذي تم تنظيمه في مراكش حول الإرهاب هو مثال ممتاز لأهداف المخزن وأسياده الصهاينة.
لعبة مراكش، سارعت إلى تحويل موضوع المؤتمر لمهاجمة جبهة البوليساريو، مما أثار استياء عديد المشاركين الذين جاؤوا للتنديد بإرهاب داعش العابر للحدود والقارات، وكما هو معلوم ومعروف بأن “داعش” صناعة أمريكو صهيونية، وليس جبهة نضال ضد الاحتلال غير الشرعي للأراضي الصحراوية من طرف الرباط.
وكان المغرب قد عبر عن نفسه بالفعل من خلال هذه الحجة الواهية والهادفة إلى إدراج البوليساريو في القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية، من خلال تقديم “روابط” خيالية مع حركة المقاومة حزب الله، ودعم إيران، لإرضاء الكيان الصهيوني والرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
شرع المغرب في قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران تمهيدا لتقاربه مع الكيان الصهيوني، مشجعا دونالد ترامب على التغريد بـ “مغربية” الصحراء الغربية مقابل الارتماء في حضن الدول الموقعة على اتفاقيتي إبراهيم، وبالتالي الالتحاق بصف الدول التي قامت بتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، مما سمح للكيان المحتل بالاستقرار في المغرب الكبير على الحدود مع الجزائر، والتي تعتبر من الدول العربية القليلة التي ترفض خيانة القضية الفلسطينية وحق شعبها في بناء دولته السيادية على أرضه وعاصمتها القدس.؟
تميز مؤتمر مراكش بالنشاط المكثف للأمريكية فيكتوريا نولاند التي ميزت نفسها بشكل جيد في أوكرانيا من خلال دعمها للنازيين الجدد الأوكرانيين وكتيبة آزوف.
(للقراءة :https://www.ahmedbensaada.com/index.php?option=com_content&view=article&id=257:ukraine-autopsie-dun-coup-detat&catid=48:orientoccident&Itemid=120)
وكذلك:
http://www.ahmedbensaada.com/index.php?option=com_content&view=article&id=601:2022-02-21-00-32-00&catid=46:qprintemps-arabeq&Itemid=119
بالنسبة للرباط وتل أبيب، فإن الهدف معروف مسبقا، وهو إعادة إنتاج إلصاق تهمة “الإرهاب الدولي” لحزب الله – إيران –البوليساريو، والجزائر، لتبرير أي عدوان، مع العلم أن الجزائر تتمتع بسمعة لا تقبل المنافسة كدولة محورية في مكافحة الإرهاب العابر للحدود، بعد خبرتها الطويلة التي اكتسبتها بمفردها خلال العشرية السوداء، عندما كان المغرب يُموّل ويستضيف سفاحي الجماعة الإسلامية المسلحة.
هجمات ممنهجة ضد الرئـيس تبـون
منذ تصريحاته الشهيرة في سبتمبر 2020 ، ورفضه التطبيع مع الكيان الصهيوني على ظهر الشعب الفلسطيني، كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبـون هدفًا لوسائل الإعلام الصهيونية والمخزن.
وإستراتيجيته المتمثلة في رص صفوف الفصائل الفلسطينية المختلفة، واستقباله محمود عباس كرئيس لدولة فلسطين وليس رئيساً للسلطة، إضافة إلى عزمه على إعادة توحيد الصف العربي بمناسبة القمة العربية المقبلة في الجزائر، والمزمع عقدها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لم يستوعبها الكيان الصهيوني وحليفه المخزن الذي ضاعف من حدة الأعمال العدائية تجاه الجزائر، من خلال دعم التنظيمات الإرهابية لـ الماك ورشاد، ورعايته لحرائق الغابات التي اجتاحت عدة ولايات في البلاد في صيف 2021 ، قبل قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 24 أغسطس 2021 وانقطاع إمدادات الغاز الجزائري عن المغرب في 31 أكتوبر.
دعاية كاذبة
وعبر الرئيس تبون، خلال زيارته الرسمية لإيطاليا، عن دعم الجزائر لتونس، مستنكرًا ضمنيًا الضغط الذي تمارسه بعض الدول على الجار الشرقي لإجباره على التطبيع مع الكيان الصهيوني، ملوحا بحجة المساعدة المالية.
كانت تصريحات الرئيس تبون قد حُرِّفت عن سياقها دون نتيجة لأن الرئيسين الجزائري والتونسي يحافظان على علاقات متينة لا يمكن لدعاية المخزن وأسياده الصهاينة التأثير عليها.
هذا العمل القذر، لم يكن بقدوره سوى تعزيز وتوحيد العلاقات بين الجزائر وتونس وموريتانيا في مواجهة أي تطبيع مع الكيان الصهيوني.
المواجهة المحتملة
قد تكون فترة ما بعد الصراع الأوكراني، مواجهة على الحدود الغربية الجزائرية، بعد نصب قواعد عسكرية صهيونية شرقي المغرب وهجمات بطائرات مسيرة استهدفت مدنيين جزائريين في شمال موريتانيا، على مقربة من الأراضي المحررة.
وكانت الجزائر قد أعلنت بالفعل عبر بيان صحفي صادر عن رئاسة الجمهورية، أن مرتكبي هذه الجريمة التي تسببت في إراقة دماء الجزائريين خلال عدوان الأول من نوفمبر 2021 ، بالتزامن مع إحياء الذكرى 67 لاندلاع ثورة 1 نوفمبر المجيدة، سيدفعون ثمنا باهظا.
بالنسبة للعديد من المراقبين، فإن المغرب، المُتصهيّن منذ عامين، هو الأنسب لترتيب سرير مواجهة جديدة في منطقة جدّ إستراتيجية تقع بجوار الساحل مباشرة.
وتأتي مشاركة المغرب في اجتماع الناتو بألمانيا ضمن هذا الإطار. إن المنطقة المغاربية هي بالفعل الوجهة الأولى للحرب المستقبلية بحيث أن الأموال التي خصصها بايدن (40 مليار دولار للحرب في أوكرانيا) ستُستخدم لإعادة شبكات تهريب الأسلحة والإرهاب إلى السكة، انطلاقا من أوروبا الشرقية ومن الشرق الأوسط إلى المغرب العربي.
وليس من قبيل الصدفة، أن المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب، أعلن أن أكثر من 5000 مقاتل أجنبي قد انضموا إلى صفوف الجماعات الإرهابية النشطة في منطقة الساحل، والذين سينضم إليهم بالتأكيد مئات المقاتلين الفارين من أوكرانيا، الذين تم تجنيدهم من قبل المخابر الغربية والصهيونية، مع العلم أن المخزن نظم منذ بداية الصراع في أوكرانيا، عمليات لتجنيد مقاتلين للانضمام إلى قوات زيلينسكي.
سفير إسرائيل لدى المغرب دافيد جوفرين، مقتنع أن الحرب في المغرب الكبير ستكون ضمانة لاستمرار وجود الكيان الصهيوني، والحرب إذا اندلعت فلن تكون بين المغرب والجزائر بل ضد “إسرائيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى