مجتمع

الخيانة الزوجية

 
مجدى زكريا
يتحدث الكتاب المقدس يصراحة عن العلاقات الجنسية. نقرأ فى الامثال 5 : 18 , 19 : ” ليكن ينبوعك مباركا , وافرح بامرأة شبابك , الايلة المحبوبة والوعلة الفاتنة. ليسكرك ثدياها فى كل وقت , ولتأخذك من محبتها نشوة الفرح كل حين “.
تشير الكلمة المترجمة الى ” ينبوع ” الى مصدر الاكتفاء الجنسى. وهذا الينبوع مبارك بمعنى ان شعور الحب الجنسى والنشوة التى يتمتع بها رفقاء الزواج هو عطية من الله. لكن هذه العلاقة الحميمة مقصورة فقط على رباط الزواج. لذلك يطرح سليمان , ملك اسرائيل القديمة وأحد الذين كتبوا سفر الامثال , هذا السؤال البيانى : ” لم يا ابنى تؤخذ بنشوة من غريبة , أو تحتضن اجنبية ؟ “. – امثال 5 : 2.
يوم الزفاف , يقطع الرجل والمرأة وعدا جديا بأن يحبا واحدهما الاخر ويبقيا امينين. الا ان زيجات كثيرة تنهار بسبب الزنى. فقد استنتجت احدى الباحثات بعد مراجعة اكثر من 24 دراسة ان ” 25 فى اللمئة من الزوجات و 44 فى المئة من الازواج مارسوا الجنس خارج نطاق الزواج “. لكن الرسول بولس قال : ” لاتضلوا. لا عاهرون , ولا عبدة اصنام , ولا زناة , ولا مأبونون , ولا مضاجعو ذكور . . . يرثون ملكوت الله “.
فمن الواضح جدا ان الزنى هو خطية خطيرة فى نظر الله. لذلك على العباد الحقيقيين ان يحترسوا من الخيانة الزوجية. فماذا يساعدنا لنبقى الزواج مكرما , والفراش الزوجى بلا دنس ؟ – عبرانيين 13 : 4.
فى جو الانحطاط الادبى السائد اليوم , لدى اشخاص كثيرين ” عيون مملوءة زنى , لا يسعها ان تكف عن الخطية “. فهم يسعون عمدا وراء علاقات جنسية خارج نطاق زواجهم. وفى بلدان عديدة دخلت نساء كثيرات معترك العمل وصار هنالك اختلاط بين الجنسين , مما هيأ المناخ الملائم لنشوء العلاقات الغرامية فى مكان العمل. وهناك ايضا غرف الدردشة التى سهلت لأكثر الناس خجلا ان يبتدئوا بصداقات لصيقة على الانترنت. وكثيرون من المتزوجين يقعون فى هذا الفخ دون ان يدركوا ما يحصل معهم.
لكن بدلا من ان يبحث الزوج والزوجة خارج زواجهما لاشباع حاجتهما – سواء الى العاطفة , الصداقة , او الدعم عندما يمران بظرف عصيب – ينبغى ان يبذلا جهدهما لتمتين اواصر المحبة بينهما. لذلك يا ايها الزوجان , اصرفا الوقت معا واقتربا واحدكما الى الاخر. تذكرا ما جعلكما تحبان واحدكما الاخر. حاولا ان تستعيدا ذكريات الايام الجميلة التى قضيتماها سويا. وصليا الى الله بشأن هذه الاسئلة. توسل صاحب المزمور داود الى الله قائلا : ” قلبا نقيا اخلق فى يا الله , وروحا ثابتا جدد فى داخلى “. فليصمم كل منكما ان يتمتع بالحياة مع رفيق زواجه الذى يحبه كل ايام حياته التى اعطاها اياها الله تحت الشمس.
لا يمكن انكار اهمية المعرفة والحكمة والتمييز فى تقوية ربط الزواج. ومن بين الامور النفيسة التى تملأ البيت السعيد هنالك صفات مثل المحبة , الولاء , التقوى , والايمان. ان الشخص الذى يتحلى بالتمييز هو قادر على فهم افكار ومشاعر رفيق زواجه.
ما من زواج مثالى. فالكتاب المقدس يقول ان الزوج والزوجة سيكون لهما ضيق فى جسدهما. فالهموم , المرض , ضغوط الحياة , التجارب المتنوعة , وغيرها من العوامل تسبب ازمة فى الزواج. ولكن عندما تنشأ المشاكل , يلزم ان تبحثا معا عن حلول كرفيقى زواج امينين , يسعيان الى ارضا الله.
ان السعى الى نيل الدعم من خلال علاقة رومنطيقية خارج الزواج ليس الحل للمشاكل الزوجية. ربما يعتقد البعض ان تؤدى هذه العلاقة الى الى زواج جديد وافضل ؟ لكن هذا التفكير خاطئ , لأن من يهجر رفيق زواجه او يشجعك على هجر رفيق زواجك يفتقر بشدة الى الاحترام لقداسة الزواج. لذلك ليس منطقيا التوقع ان تؤدى هذه العلاقة الى زواج افضل.
يحذر الكتاب المقدس : ” ان شفتى المرأة الغريبة تقطران كقرص الشهد , وحنكها انعم من الزيت. لكن عاقبتها مرة كالافسنتين , ماضية كسيف ذى حدين “. (امثال 5 : 3 , 4) حقا ان عواقب النجاسة الادبية مؤلمة ويمكن ان تكون مدمرة. فهى تشمل عذاب الضمير , الامراض المتنقلة جنسيا , والانهيار العاطفى الذى يعانيه رفيق زواج الشخص الخائن. فلا شك ان هذا سبب وجيه يمنع المرء من الابتداء بمسلك يمكن ان يؤدى الى الخيانة الزوجية.
ان السبب الرئيسى لكون الخيانة الزوجية خاطئة هو انها امر يدينه الله , منشئ الزواج ومانح القدرة الجنسية. وهكذا نرى ان اقوى حافز للمحافظة على الامانة الزوجية هو الادراك ان النجاسة الادبية تقوض علاقتنا بالله , مهما ابقيت الخيانة طى الكتمان ومهما بدا انها لا تؤثر على الشخص جسديا او اجتماعيا.
تقول الامثال 5 : 15 للرجال المتزوجين : ” اشرب ماء من جبك , ومياها جارية من بئرك “. لذلك احترز من ان تنجر على غفلة الى اقامة علاقة رومنطيقية خارج نطاق الزواج. ابذل قصارى جهدك لتمتين اواصر المحبة فى زواجك , واسع ان تحل اية مشكلة زوجية قد تواجهها. نعم , ” افرح بامرأة شبابك “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى