التقاعد الاجباري
عبد اللطيف بن سالم
المعروف لدى الجميع أن حياة الإنسان – امرأة كان أو رجلا – تقوم أساسا على الحركة والنشاط الدائم إضافة إلى الضرورات الأخرى المعروفة من المأكل والمشرب والهواء النقي وغيرها من اللوازم الطبيعية للمحافظة على مناعته الجسمية والنفسية والاجتماعية وبدون ذلك كله لا يقدر على المحافظة على توازنه المطلوب للاستمرار في الحياة العادية المصانة من كل جهة فإذا حرمناه من العمل في الوظيفة أو من أي نشاط آخر بدون رغبته ويدون إرادته في ما يعرف لدينا بالإحالة على المعاش أو “التقاعد” أو التعطيل عن العمل فقد رمينا به إلى التهلكة أو إلى الشيخوخة الإجبارية المسارعة به إلى التهلكة أو النهاية المحتومة وللتأكيد على ما نقول ما نلاحظه جميعا وباستمرار أن أغلبية المتقاعدين لا يستمرون في العيش وفي الحياة إلا قليلا بعد انتهاء مدة العمل الممنوحة لهم بعكس ما يقوله البعض _ سياسة وبهتانا _ بأن المتقاعدين قد كثروا …لكن إذا أضفنا إليهم من الشباب المعطلين عن العمل يُصبح العدد بالفعل كثيرا كما ذكروا ونُصبح كما لو أننا في حاجة حقا إلى المزيد من المقاهي والسّجون والمساجد أكثر مما نحن في حاجة إلى المعامل والمصانع وننتظر بالتالي من المجتمع _ ولا عجب _المزيد من المشاكل والمصائب والنزاعات والكوارث خصوصا ما دام حاكمنا ينظر إلينا بشماتة ولا يزال يقول لنا “” موتوا بغيضكم “” سرا أو علا نية .