أحوال عربيةأخبار العالم

التقارب العربي الاسرائيلي بين التفسير السطحي والتفسير الأعمق؟!

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

التفسير البسيط والسطحي لهذه الزيارات التي يقوم قادة الكيان الصهيوني لبعض دول الخليج هو ان قادة هذه الدول خونة وعملاء وبيادق على رقعة شطرنج!، لكن القضية في الحقيقة أكبر من ذلك ، فالشيء المؤكد أنه منذ وصول (نظام الملالي) ذي العقيدة الشيعية التوسعية إلى حكم ايران اصبح هذا النظام تحت شعار تصدير ((الثورة الاسلامية)) يسعى الى توسيع دائرة نفوذه وزعزعة أمن واستقرار دول الخليج مستخدمًا التنظيمات الاسلاماوية الاصولية الشيعية في الدول العربية كأدوات لتنفيذ اجندته التوسعية وزعزعة أمن دول الخليج وتصدير ايديولوجية الخميني لدول الجوار ابتداءً من العراق ولبنان وصولًا لليمن والبحرين!!… ولا شك ان كل هذه التحركات والمخططات الايرانية كانت تتم على المكشوف على اعين الدول الغربية التي تدعي بأنها صديقة وحامية لدويلات الخليج !!، ومع ذلك لم نر أي تحرك جدي حازم اتجاه ايران سوى الشجب والتنديد!!، فالشيء المؤكد ان امريكا وحلفائها الغربيين لو ارادوا استئصال نظام الملالي في ايران لفعلوا كما فعلوا بنظام البعث في العراق، لكن الحقيقة ان وجود نظام الملالي بهذا التوجه التوسعي المعادي لدول الخليج وخصوصًا المملكة السعودية كان يخدم في الواقع اجندة غربية بل واسرائيلية خبيثة هدفها الاساسي هو دمج اسرائيل في المنطقة العربية كخطوة اولى لدمج المنطقة في اسرائيل!!، ففي ظل تشرذم وضعف الدول العربية من جهة، ومن جهة في ظل تحالف تركيا مع التنظيمات الاسلاماوية الاصولية السنية وعلى راسها جماعة الاخوان التي تستهدف هي الاخرى زعزعة امن واستقرار انظمة الحكم العربية وخصوصًا في الخليج، وفي ظل عدم جدية لدى امريكا والغرب في تحجيم نظام الملالي في ايران تحركت اسرائيل بقوة وفاعلية دبلوماسيتها وقوتها الناعمة ومدت يد ((الصداقة)) لهذه الدول العربية القلقة المتوجسة خيفة من الغول الايراني داعية اياها للتحالف معها ضد ايران !!.. وربما هذا هو السبب الحقيقي وراء ترك امريكا والغرب لنظام الملالي يصول ويجول في عدة دول عربية بلا حسيب ولا رقيب كل العقود الماضية!، أي ان تصبح ايران بسلوكها العدائي للعرب هي ((العدو الاخطر والأول)) على دول الخليج بل والعرب لا اسرائيل!!، لكن يبدو ان ايران تجاوزت (الخطوط الحمراء) للعبة من خلال طموحها في امتلاك السلاح النووي، وهو ما دفع الغرب واسرائيل لا للسعي الى استئصال نظام الملالي بالقوة في ايران كما فعلت مع نظام البعث في العراق، بل للعمل فقط بقوة الضغط السياسي والدبلوماسي والاعلامي والاقتصادي على منعه من امتلاك القوة النووية ودفعه الى التخلي عن هذا الطموح ، فالهدف من كل هذه الضغوطات الغربية كالحملة الاعلامية وتحريك الشارع الايراني ليس هو اسقاط نظام الملالي انما منعه من تجاوز الخطوط الحمراء للعبة الاقليمية والدولية التي على راسها أمن الكيان الصهيوني، فالمطلوب من وجود نظام الملالي هو تهديد أمن دول الخليج وليس أمن اسرائيل!!، لكن ايران تجاوزت الخطوط الحمراء!، ومع ذلك لا زالت الحاجة الغربية والاسرائيلية لوجود نظام الملالي بسلوكه الفارسي الشيعي الاستعلائي في ايران قائمة لذا فالمطلوب هو تحجيمه وردعه لا القضاء عليه واستئصاله، وأهم هذه الاغراض بلا شك تحفيز دول الخليج على بناء جسور علاقات تطبيع وتحالف مع الكيان الصهيوني ، ويوم يتحقق ذلك بشكل كامل وتصبح علاقة اسرائيل مع العرب علاقة (طبيعية!!) وعلاقة مصالح متبادلة، وتغدو اسرائيل دولة صديقة للعرب وخصوصًا لدول الخليج(؟؟!!) ستتلاشى الحاجة السياسية الغربية والاسرائيلية لنظام الملالي في ايران مما يعني أنه استنفد اغراضه التي لأجلها سمح الغرب باستمراره كل هذه العقود!، ومن ثم يمكن التخلص منه إما من خلال اسقاطه من الداخل كما فعلت بنظام (البشير) في السودان أو من الخارج كما فعلت بنظام (صدام) في العراق!، وتلك لعبة الأمم التي يجيدها الغربيون بخبث ودهاء منذ قرون مديدة!….. هذا رأيي فما رأيكم!!؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى