مجتمع

التفاهة وقانون الردع

حيدر خليل محمد

الحرية المفرطة وبلا قيود ستؤدي بالإنسان الى الانحراف والسقوط في كل شيء ، لذلك تقييد الحرية مهمة جداً خصوصا في المجتمعات الحديثة العهد بمفاهيم الحرية والديمقراطية .
بالتأكيد لا ادعو لتقييد الحريات العامة أو حرية الصحافة والتعبير .
القانون مهم جداً في حياة المجتمعات لأنها تحمي الحقوق والحريات الفردية ، كما أن القانون يعتبر قاعدة سلوك للمواطنين ، تخيل مجتمع دون قوانين بلا شك ستعم الفوضى والخراب ! .
يُعد القانون وسيلة ناجحة ذات دور فعّال في تحقيق التغيير الاجتماعي وعامل مهم في استقرار المجتمع ، كما أن القانون يلعب دورًا في تقدم المجتمع .
التفاهة في مجتمعنا وصل حدا لا يطاق حقيقة وبلا رادع ، وصار تأثيره واضحا على المجتمع ، أصبح مجتمعنا لا يبالي بما يجري على الساحة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، بل صار يبرر للتافه تفاهته ويدافع عنها ، لأنه افضل من السياسي .
نعم الأزمة السياسية والاقتصادية القت بظلالها على المجتمع ، لذلك توجه نحو التفاهة لعله يجد المتعة أو يرفه عن نفسه ليخرج من جو السياسة التي تزداد انسدادا يوماً بعد آخر .
لكن من حيث لا نشعر بدأت التفاهة والوقاحة كالذي : ( يمرغل نفسه بالوحل، أو تلك التي تُظهر مفاتنها للناس ، أو ذاك الذي يعمل على إشاعة ثقافة” الخيانة الزوجية”) بدأت تؤثر سلبا على واقع المجتمع العراقي .
فالتركيز على التفاهة يتسبب في تثبيت التفاهة بين اطفالنا وشبابنا الذين هم مستقبلنا ، وتصبح صورة المجتمع مشوها مقلدا ، ويغيّب عمدا المبدعين في مجال الفن أو الثقافة أو في شتى ميادين العلم والمعرفة .
بل على العكس أصبح التافه بطلا في نظر المجتمع ولا يلتفت أو يذكر مبدعيه وعلمائه ومثقفيه ولا يعطيهم أي اهتمام ، لذلك أن وضع الحد لهذه الأمور هو القانون وتفعيله والعمل به ضروريا ، يجب أن يُقيد الإنسان بقوانين حتى لا يتجبر أو يهوى .
هي دعوة لاعضاء البرلمان الموقرين لمناقشة هذا القانون وتداوله ليحد من التفاهة والابتذال في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي .
نعم، نحن نعرف حجم المشاكل السياسية التي تعصف بالبلد ، وأن هناك أموراً هامة جداً يجب العمل عليها وتشريع قوانين مهمة ، لكن وضع الحد للتفاهة والابتذال داخل المجتمع العراقي برأيي سيحل الكثير من المشاكل الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى