أمن وإستراتيجيةمجتمع

التجربة السوفيتية لدراسة القدرات الخارقة للدماغ البشري

وليد مهدي
يعد الباراسايكولوجي وظواهره الخارقة من العلوم الفلسفية التي تعتبر دراستها مرافقة لعلم النفس في العالم الغربي , خصوصا ً في بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما يزيد على القرن من الزمان ، ولعل هذا يظهر من تسميته التي تعني ” جوار علم النفس ” ، لكن دراسة هذه الظواهر المعروفة بـالإدراك فوق الحسي Extra sensory perception والتي تعرف اختصاراً بــ( E.S.P ) قد اخذ منحى آخر في الاتحاد السوفييتي السابق منذ خمسينيات القرن العشرين .
إذ تبنى السوفييت منهجاً تجريبياً في قياس إمكانيات العقل فوق الحسية (E.S.P) كنشاط دماغي ، ولهذا استخدم مصطلح السيكوترونك كرديف لمعنى السيطرة النفسية أو التحكم العقلي هناك..
كانت موسوعة العلوم السوفييتية تكتب عن التخاطر telepathy كأحد هذه الظواهر حتى العام 1956 :
(( التخاطر وهم مثالي لا اجتماعي حول قدرات الإنسان الخارقة ))
فالسوفييت في ذلك الوقت كانوا أكثر جدية في إجراء التجارب التخاطرية ومحاولة معرفة ماهية ” الموجات ” التخاطرية ، ولكون تلك الحقبة كانت تؤمن بحقيقة ان سرعة الضوء هي الثابت الكوني الأساسي لدى فيزيائي العالم ، فإن المعتقد الأولي عن موجات التخاطر أو موجات تحريك الأشياء عن بعد هو وجود نوع من المجالات الكهرومغناطيسية تؤدي إلى حدوث التخاطر بما يشبه الاتصال اللاسلكي أو حدوث التأثير بالمادة عن بعد بما يماثل تأثير التجاذب والتنافر المغناطيسي و الجاذبي الثقالي أو الكهربائي .
لذلك فان التجارب التي أجراها العلماء السوفييت في البداية كانت لا تسجل أي نوع من المجالات الكهرومغناطيسية المعروفة والتي ينحصر مدى تأثيرها حسب رؤية علماء الفيزياء في العالم بسرعة الضوء كثابت أساسي حسب النظرية النسبية العامة والخاصة .
في تلك الفترة كانت تصريحات العلماء الروس مبنية على التجارب المختبرية الجدية ومنهم د. الكسندر رودسكي الذي قال :
نقل الصور التخاطرية لم يسجل لدينا وجود موجات تخاطرية ، لذا لا يوجد تخاطر ..!
ولذلك نفهم ، أن الشكوك السوفييتية الأولية حول هذا العلم كانت مبنية على أساس علمي تجريبي ، ولكن ، توالي التجارب السوفييتية في فترة الستينيات والسبعينيات من نفس القرن نفسها التي دفعتهم إلى تبني برامج غاية في السرية فيما بعد حول هذه القدرات الخارقة ..
ولعل أهم التسريبات التي كشفت عن أهم أهداف تلك التجارب هو ظهور مصطلح” السيكوترونك ” في تشيكسلوفاكيا والذي استخدم في الاتحاد السوفييتي ضمن مفاهيم السيطرة والتحكم بالعقل البشري عن طريق الإيحاء النفسي أو المستحث كهربائياً، وهذا التوجه يكشف عن رغبة السياسيين السوفييت و الأمريكان على حد سواء في تلك الفترة من الحرب الباردة بإيجاد أحدث وسائل السيطرة على الشعوب في مجال الدعاية والإعلام والترويج الفكري وكذلك السيطرة على عقول الأفراد في مجال العمليات المخابراتية ، و يتضح
هذا بجلاء عندما نطالع ما كتبته الصحافة السوفييتية في العام 1968 حول انعقاد مؤتمر عن الباراسايكولوجي ضم علماء تشيكيين وروس والذي جاء فيه :
أصبح حل الغاز الباراسايكولوجي كأهم أولويات العلوم في الاتحاد السوفييتي .
وكان المؤتمرون قد اتفقوا في النهاية أن الظواهر الخارقة للمألوف E.S.P أو ظواهر الباراسايكولوجي ما هي إلا أحداث فيزيائية لابد ان تتم السيطرة عليها ذات يوم نظير سائر الظاهرات العلوم الكلاسيكية
هذا الكتاب ينطلق من هذه النقطة ، الباراسايكولوجي أو السيكوترونك هو علم فيزيائي ما بعد فيزياء الكم ، وعبر فصول البحث ( ** )سنتبع منهجاً علمياً جديداً يستند على معطيات الفيزياء الكمية ( الكوانتية ) وكذلك نتائج علم الفيزيولوجيا العصبية في تفسير ظواهر ساي ( ψ )مؤسسين في نفس الوقت منهجاً تجريبياً ينطلق من الدراسات السوفييتية الجادة حول الإمكانيات والقدرات الدماغية التي يمكن السيطرة عليها وتطويعها خارج إطار قوانين الطبيعة المألوفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى