الانتخابات الرئاسية الجزائرية.. دريانكور و”الديمقراطية الماكرونية”
زكرياء حبيبي
منذ أن تم إعلانه شخصا غير مرغوب فيه في الجزائر، يشارك كزافييه دريانكور، الوكيل الدبلوماسي للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، بكل قواه في حملات التشويه والأكاذيب التي تطال الجزائر.
وبدافع من حقد دفين، يجول الوكيل الدبلوماسي للمديرية العامة للأمن الخارجي ويصول بلاطوهات ومنصات وسائل الإعلام الفرنسية السائدة لمهاجمة الجزائر وشعبها وجيشها ورئيسها عبد المجيد تبون.
وبعد وسائل الإعلام الفرنسية السائدة، جاء الدور على وسائل الإعلام التي لها علاقة بتنظيمي الماك ورشاد الإرهابيين لتكون المنابر المفضلة لمن استغل وجوده في الجزائر كسفير واستثمر لتنظيم وتوجيه شبكات الطابور الخامس لصالح الدولة الفرنسية العميقة وأصحاب الحنين إلى الجزائر الفرنسية.
وبعد أن رافع عن قضية اليمين المتطرف الفرنسي في قضايا الذاكرة والتعاون وحركة البضائع والأشخاص والتأشيرات والهجرة وإلغاء اتفاقيات 1968، معلنا أن الجزائر ستنهار وستأخذ فرنسا معها، وكل هذا في لحظات بصيص الأمل الذي أثارته نوايا تحسين العلاقات بين البلدين، والتي تبخرت مرة أخرى جراء طعنة فرنسا الأخيرة في ما يخص قصية الصحراء الغربية.
كما سخر كزافييه دريانكور نفسه في القضاء على أي عمل في اتجاه شراكة مربحة للجانبين، وانضم إلى معسكر سيوتي، وميلينشون، وداتي، وساركوزي، هولاند وغيرهم من الأطراف المؤيدة لشراكة فرنسية لصالح نظام المخزن، والاعتراف بالاستعمار المغربي لأراضي الصحراء الغربية، في انتهاك للقانون الدولي.
واليوم، ينفث الوكيل الدبلوماسي للمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، سمومه من البلاطوهات والمنصات التابعة للنظام الإقطاعي الجديد للمخزن، مثل ميدي1، بخصوص الانتخابات الرئاسية في الجزائر، مُتناسيا أنه على بعد أمتار قليلة من منزله في باريس، يتظاهر الفرنسيون على ما سموه “انقلاب ماكرون وإنكار الديمقراطية” بعد رفض الأخير الاعتراف واحترام نتائج تصويت الشعب خلال الانتخابات التشريعية التي منحت ائتلاف اليسار المركز الأول، وتعيينه بارنييه رئيساً للحكومة.
فماذا سيقول دريانكور عن الحكم في فرنسا الموجه نحو دكتاتورية ماكرون وإضفاء الطابع الديمقراطي على المادة 49.3؟
أكيد أن الجواب سيأتيه هذا المساء من حكم صناديق الاقتراع الجزائرية، وخاصة من مراكز الاقتراع في فرنسا، أين استجابت الجالية الجزائرية بشكل كبير لنداء الأمة، وبمشاركة واسعة، مما يُبشر بعهد جديد، عهد يُقبر مخططات الاستعمار الجديد وبيادقه من أمثال هذا كزافييه دريانكور الذي لا يزال يركض خلف الجزائر.