أحوال عربيةأخبار العالم

التعليم في فلسطين ما قبل النكبة

التعليم في فلسطين ما قبل النكبة

أ. يوسف عبد الله مغاري ” أبو غالي ” عضو اللجنة الشعبية للاجئين مخيم البريج

رزخ شعبنا الفلسطيني تحت حكم الانتداب البريطاني الذي كرس كل جهده لتجهيل أبناء شعبنا كسياسة كانت ظاهرة في كل الدول العربية التي وقعت تحت نير الاستعمار والاحتلال ، فكانت معظم ميزانية الانتداب للحفاظ على الوضع الأمني على حساب النواحي التعليمية والتجارية والصناعية والثقافية . كان القصور واضحاً خاصة في ميزانية التعليم من حيث عدد المدارس والطلاب والمناهج حيث أن بعض القرى كانت تخلو من المدارس وقرى أخرى تصل فيها للصف الرابع الابتدائي وقليلا من القرى التعليم فيها للصف السابع ويتركز التعليم الثانوي في بعض المدن. إن من إلتحق بالتعليم أقل من 40 % من مجموع الذكور والاناث مع العلم أن عدد الاناث قليلا جداً ومن لم يلتحق في التعليم ظل يساعد والده في الزراعة والرعي وتربية المواشي وهذا هو التجهيل الممنهج . إن من له نصيب أن يكمل تعليمه ومعظمهم ممن يملكون المال ويرغبون في تعليم أبنائهم يلتحقون في أماكن وجودها في قرى ومدن بعيدة عن سكناهم ويكونوا تحت إشراف مدراء المدارس ويتحمل الطالب الرسوم ونفقات المسكن والمأكل وقليلا من حصل على شهادة ، فمنهم من حصل على شهادة الرابع الابتدائي ولم يكمل دراسته. وكانت شهادة المتريكيوليش أفضل من شهادة الثانوية وهي شهادة رسمية مقبولة في كثير من جامعات العالم وخاصة في دول الغرب وهي مكلفة والقليل من إلتحقق بها ومن يحصل عليها تتوفر له الوظيفة في البنوك او الشركات. إن نسبة الرسوب كانت عالية تزيد على 50 % وليست كما هو الان في مدارسنا التي تتبع الترفيع الآلي وكلاهما مخطط تجهيل والذي نلمسه جميعا وهدفه تقليص ميزانية التعليم. إن تكلفة التعليم في وقت الانتداب البريطاني استنزف أولياء الأمور وغرقوا في الديون ،و هذه السياسة الممنهجة المدروسة كانت وما زالت سياسة للتهجير. كان المعلم الفلسطيني مهتما بعمله متحلياً بالاهتمام والعطف لما فيه خيراً لطلابه ووطنه وكان للمعلمين الفضل الأكبر في التربية الأخلاقية والوطنية والنضال وشارك الكثير منهم في الحركة الوطنية. وألخص كل ما ورد أن هذه السلبيات في التعليم كانت سياسة ممنهجة من الاستعمار ونحن نمر الان بنفس السياسة من تقليصات من الوكالة ،وحصار يأخذ أساليب جديدة وبطريقة عكسية منها كثرة عدد الخريجين والبطالة ويجب على الجهات المعنية الانتباه لما يحدث في التعليم من تجهيل واحباط وفقدان الامل والكل مطالب ان يتحمل مسؤولية المخاطر التي تواجه شعبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى