في الواجهة

هل انتهت سيطرة القطب الواحد على العالم

احمد حامد قادر

قبل عدة شهور من الان صرح بوتين بأنه انتهى زمن القطب الواحد و السيطرة الامريكية على مصادر الثروات و الاسواق في العالم … الخ.
بدأت الامبريالية الامريكية و بمساندة حلف ـ ناتو ـ بالذات تعمل على ايجاد موقع قدم لها من بعض الجمهوريات السوفيتية السابقة كـ (أوكرانيا, جورجيا و عن طريق الحرب بين أرمينيا و آذربيجان و المحاولة الانقلابية في كازاخستان ) … الخ. هذه بالاضافة على تشديد قبضتها السياسية و العسكرية التي تخشى من مصريها في آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية. يضاف الى ذلك اللجوء الى الانقلابات العسكرية بواسطة القوى العسكرية الموالية لها (سودان, ليبيا و أفغانستان … الخ). الامر الذي نبهت روسيا الاتحادية على المخاطر التي تهددها من الداخل و الخارج. فقامت الحرب, هذه الحرب المدمرة بينها و بين أوكرانيا القاعدة الامريكية و حلف ـ ناتو ـ التي بدأت منذ فبراير من العام الماضي 2022 . عليه يمكن القول بأن هذه الحرب ـ حرب دفاعية من جانب روسيا و عدائية من قبل ـ حلف ناتو.
هذا و بالاضافة الى مواصلة هذه الحرب, بدأت روسيا تعزز جبهتها بعقد اتفاقيات ستراتيجية مع بعض الدول التي تدفعها مصالحها الى ذلك. و منها الخوف من السيطرة الكاملة عليها من قبل أمريكا. مثل (الجزائر, أفريقيا الجنوبية, الهند و أفغانستان و أيران و سورية و العربية السعودية قريبا(1) يضاف أليها أرمينيا و بيلوروسيا و بعض الدول من الجمهورية السوفيتية السابقة, و شيلي و كوبا و فنزويلا, و كما يقول المثل القديم ” الحبل على الجرار”.
عليه يمكن القول بأن بداية تقسيم العالم الى معسكرين و الى قطبين قد بدأت بالفعل و قد تنفصل من الهيئات الدولية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية بالذات لأنها شاخت من جهة و أصبحت وسيلة شرعية بيد أمريكا و دول ـ ناتو ـ لاضطهاد الشعوب.
تتوقع بعض الجهات و الشخصيات السياسية بأن هذه الحرب ستتوسع لتصبح حربا عالمية لا نهاية لها الا باندحار و تسليم احدى الجهتين! الا ان المخالف لهذا التصور. لأن الاسلحة الفتاكة و المدمرة التي تمتلكها كلتا الجهتين و القادرة على أبادة الجهة المقابلة و مئات الملايين من البشر و تدمير و حرق ما بنته الاجيال السابقة من وسائل و مقومات الحياة السعيدة و تقدم البشرية و الحضارة من جهة. و من جهة ثانية, فأن كلتا الجهتين المتحاربتين لن تخوضا هذه الحرب من أجل الموت و الدمار. وأنما من أجل حياة أغنى و أفضل لاقطابها التي هي الاخرى تطمح بحياة أكثر ملائمة و مسالمة لها.
هذا و يجب الا ينتهي ارادة الشعوب التى تهيء الامبريالية محرقة لأفناءها. و تسأل أين هي القوى السياسية التي تنادي بالسلام و الحياة الحرة الكريمة؟!
و قد قام الرئيس الصيني بزيارة الى موسكو أستغرقت 3 أيام لمناقشة هذه الامور.

(1) تعتبر جمهورية الصين الشعبية و كوريا الشمالية حليفتان ثابتتان لـ (روسيا)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى