إسلام

الحج من خلال القوّة الضّاربة

الحج من خلال القوّة الضّاربة – معمر حبار

مقدّمة:

ليس من مقاصد المقال التأريخ للحج. فهذا العلم له أهله، وأصحابه لايدّعيه القارىء المتتبّع.

حديثنا عن علاقة الحج بالقوّة الضّاربة، لاينفي أبدا علاقته بعوامل أخرى ليّنة، ورقيقة، والتي لايمكن بحال إنكارها.

يرتبط الحج بجملة من العناصر المختلفة، وسيركزّ صاحب الأسطر على دور عنصر القوّة الضّاربة في تعزيز مكانة الحج، والنظر إلى الحج من هذه الزاوية دون إغفال الزوايا الأخرى، ومنها:

قوّة حجارة من سجيل تهزم قوّة الفيل:

تجلّت مظاهرة القوّة في حماية الكعبة في: حماية الله تعالى لبيته من فيل أبرهة إكراما لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وحماية لبيته.

يمكنك أن تتساءل: هل كان هناك حج -لو قدر الله- واستولى أبرهة وجنده على البيت؟.

غزوة صلح الحديبية:

غزوة صلح الحديبية التي كانت من أسباب غزوة فتح مكة، ودون أن يتم الإعلان عنها، وبالتّالي ضمان إقامة الحج.

الشروط التي فرضها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في صلح الحديبية، ومنها زيارة العام القادم لمكة بالنسبة للمسلمين، كانت نابعة من قوّة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم والمسلمين، وعودة المسلمين لمكة العام القادم وأداء العمرة على الطريقة الإسلامية، ودون التعرّض لهم من قريش كان عن قوّة المسلمين. ولو كانت قريش تملك معشار قوّة المسلمين ماسمحت لهم بأداء العمرة، وهي المشرفة على البيت.

غزوة فتح مكة:

تمّ فتح مكّة، وكذا وضع حدّ لعبادة الأوثان، وإزالتها من الكعبة، وإنهاء تصرفات قريش الوثنية بالقوّة الضّاربة، عبر غزوة فتح مكة حين فاجأهم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بجيش لاقبل لهم به، وقوامه عشرة آلاف مقاتل، ومن كلّ النواحي.

علاقة الحج بالقوّة، والغزوات:

أقولها لأوّل مرّة في حياتي: الحج مرتبط بالقوّة الضّاربة التي تجلّت بوضوح في قوله تعالى: ” وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً اَبَابِيلَ. تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٖ مَّاكُول”، سورة الفيل.

اسم “الفيل” -في هذه الحالة- يعبّر عن القوّة الضّاربة، ولا علاقة له بما يسمونه “الإعجاز العلمي؟!”.

والحج مرتبط بغزوات سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم التي مهّدت للحج، ومنها غزوة صلح الحديبية التي كانت عن قوّة، وأدّت إلى غزوة فتح مكة، وتعبّر عن القوّة الضّاربة، باعتبار غزوة فتح مكة كانت بقوّة الرّعب التي لم تستطع قريش ردّها، لأنّها تفتقر للقوّة الرّادعة، لأنّ “قوّتها” أقلّ بكثير ممّا كانت عليه أثناء غزوة صلح الحديبية. ويكفي أن سالت دماء من الجهة التي فتحها سيّدنا القائد الفاتح خالد بن الوليد بالقوّة الضّاربة.

خلاصة:

الحج الذي يتنعم به المرء، ويحلم به، ويسعى إليه كان نتاج معاناة، وحروب، وغزوات، ودماء.

أضع في حاسوبي ملفا عنوانه “السيرة النبوية”، والذي يضم جملة من العناوين ذات الصلة بالموضوع، ومنها عنوان: “غزوات سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم”، وبداخله ملف عنوانه: “فتح مكة والحج” ، ومنها هذا المقال الذي بين يديك، باعتبار فتح مكة غزوة من الغزوات التي مهّدت للحج.

الشلف – الجزائر

معمر حبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى