لماذا خق الله الذباب؟
تصادف أن قرأت لكاتب مصرى معروف يتساءل لماذا خق الله الذباب؟ هو يريد أن يشكك فى الدين بدليل أنه يقول تساءلت منذ صغرى عن حكمة خلق الذباب فلم أجد سوى إجابة واحدة هى :”حكمة الله يا أخى” ولاحظ كلمة يا أخى التى يستخدمها ..مع أن الطفل أول ما يسأل يسأل أباه او أمه فلا مجال لكلمة يا أخى فلن يقولها له أبوه ولا أمه لكنه يلمح الى الخطاب الإسلامى ويتهمه بالقصور ويتهم الدين بالعجز عن التفسير ويحاول التأكيد على عشوائية الخلق وأنه عبث بدليل خلق الذباب الذى يضر ولايفيد ويضيف قائلاً :انه ينتظر أن يجد الاجابة يوماً ما ..أنظر لمقدار جهله .. هو مازال ينتظر إجابة لماذا خلق الله الذباب .. مع أنه وأمثاله يصدعوننا دائما بأن العلم أهم من الدين وأن الدين رجعية وما الى ذلك فلاهو أخذ بالدين ولا بالعلم ولو أنه أخذ بالعلم لعرف بعض الحكمة من خلق الذباب أقول بعض الحكمة ولا أقول كلها فسبحانه وتعالى يقول فى كتابه الكريم: “وما أوتيتم من العلم الا قليلا” ولو كان هذا الرجل علمى التفكير كما يدعى لعرف أن التوازن البيئى هو بديهة علمية تدل على حكمة الله المتناهية فى خلق الكون ذلك التوازن الذى جعل لكل مخلوق دوراً فى الحفاظ على النظام البيئى وحمايته ، حتى الصرصور أو الصرصار الذى يحتقره الناس فلو لم يكن موجودا لفنيت الحياة على الأرض لما لدوره من أثر فى الحفاظ على الزراعة والغابات .. حيث يقوم بتفتيت أوراق الشجر الميتة وعندما يهطل عليها المطر تصبح سماداً لأشجار جديدة وهذا بخلاف دوره فى تلقيح الزرع و الحياة بحاجة إلى الصراصير لأنها تلتهم المخلفات المتعفنة وإلا فإن تعفن هذه المخلفات سيكثر المكروبات ،و الحشرات الاخرى لا تأكل هذه المخلفات مثلما يأكلها الصرصار حتى أن العلماء يدرسون الآن أي أصناف الصراصير أحسن ملائمة لاستجلابها من جديد….وكذلك الحال فى حكمة خلق الذباب فهو يُساعد على تلقيح النباتات؛ إذ يُعدّ من الملقحات الممتازة التي يُمكنها تلقيح عدد نباتات أكثر من عدد النباتات التي يُلقحها النحل، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الذُباب كثيف الشعر، مّما يُساعد على التصاق أكبر عدد من حبوب اللقاح فيه، وبالتالي تلقيح عدد كبير من النباتات. بينما يُعبئ النحل حبوب اللقاح بأكياس تُشبه السلة موجودة على أرجله، وبالتالي لا تتوفر الكمية الكافية، لتلقيح النباتات بشكل متتالي.
كما يلعب الذباب دورًا مهمًا في دورة الحياة؛ إذ يشمل النظام الغذائي للكثير من الحيوانات على الذباب، مثل: السحالي، والطيور، والضفادع، كما اكتشفت الأبحاث بأنّ علف الذباب مُناسب كغذاء للعديد من الحيوانات دون حدوث أي آثار ضارة على صحتهم ومن هذه الحيوانات: الدجاج، والتماسيح، والكائنات البحرية، مثل: القريدس، وسمك السلمون الأطلسي، وسمك البلطي الأزرق ،، كما تُستخدم يرقات الذباب في علاج العديد من أنواع الجروح الخطيرة في جميع أنحاء العالم، لجودة فاعلية علاجها وسلامته؛ بحيث تُزيل هذه اليرقات الأنسجة الميتة من الجروح، وتُعزز شفائها. كما تُساعد يرقات الذباب على علاج إصابات الأنسجة الرخوة، وجروح الجلد، وقرحات الضغط، والقرح الوريدية، وقرح القدم المُسببة للاعتلال العصبي، وأي جروح أخرى يصعب شفائها، كالجروح الناتجة من العمليات الجراحية. وهذا بعض ما عرفه العلم عن دور الذباب والعلم لايعرف كل شيء بل يكتشف الجديد فى كل يوم “وما أوتيتم من العلم الا قليلا” . ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون . وسلام على المرسلين . والحمد لله رب العالمين )
شامخ الشندويلي
