أخبارثقافة

طريق الخُزامى

طريق الخُزامى

رحلة إسماعيل الدمشقي إلى جبال أطلس

“طريق الخُزامى: رحلة إسماعيل الدمشقي إلى جبال أطلس” هو عنوان الرواية
السابعة للكاتبة الإماراتية منى التميمي (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2023)، بعد “حارس
التوت”، “رسائل صوفية”، “قلم أحمر”، شاهد من إشبيلية”، “رياح من طشقند” و”الرئيس”.
تسرد الرواية قصة إسماعيل الدمشقي الذي كان ما يزال طالباً، يدرس علم النباتات،
ويملك دُكّاناً في سوق القيمريّة، وفاقت شهرته كل مكان، عندما ورث الشاب جَنْي العسل
مِن والده، ولكنه قرر الرحيل بعد أن هجَمَ على بلدته مرضٌ غريب. هَياجٌ جلدي يترك
بصماتٍ غائرة، لَم يتحمل الأهالي ألمه، ولم يفلح طبيب البلدة في إيجاد الدّواء له، إلى أن مرّ
حكيمٌ عابر إلى دكانه، وأسَرَّ له بأن عسل الخزامى دواءٌ جيّد. قال له إنه يتواجد في جبال
أطلس في بلاد المغرب، وهذا ما جعله يشد الرّحال مع رفاقه إلى هناك… حيث مروا
بالصحراء الأفريقية وتعرفوا إلى الطوارق وعاداتهم وتقاليدهم واستأنسوا بهم حتى أن
رجالهم كانوا لهم الدليل إلى طريق الخُزامى، ولكن الطريق إلى عسل الخُزامى دونها
صعوبات.. سيواجه إسماعيل قطاع الطرق وستصيبه دوائر الهواء حتى يكاد يشعر أن
الموت وشيك، لا يعرف ماذا يحدث له، لقد رأى نفسه ينفصل عن حدود التراب ويحلّق إلى
السماوات، إلى أن أدركه رفاقه بعد أن تكسّرت أضلاعه، ولأن بعد كلّ شدة فرج ستخبئ له
الرحلة ما لا يخطر على بال بشر… مفاجأة تجعله يسأل: مَن تلك المرأة الحسناء التي دخلت
خيمته وهي تحمل إناءً صغيراً، تريد مداواته، فهل كانت حقيقة أم خيال؟
“طريق الخُزامى” رواية ذات بعد استشرافي (تاريخي – أنثروبولوجي) تتغلغل في
التفاصيل الاجتماعية لتلك المدن العربية العتيقة “دمشق/ المغرب” وعوالمها وناسها،
مُشخِّصةً وهجها المعنوي وعاداتها وتقاليدها وكل ما تحفل به من قيم أخلاقية تجمع بين
شعبيها… “رحلة إسماعيل الدمشقي إلى جبال أطلس” نص مشرقي بامتياز..عميق وآسر..
سوف يجعلنا أكثر حنيناً لزمن افتقدناه وربما لن يعود.
من أجواء الرواية نقرأ:
“مَن تلك المرأة؟ ولِمَ قصدَتني دون غيري. خِفتُ ألا تكون مِن الإنس، ويلمَسني منها
ضَررٌ رهيب، لكني شربتُ دواءَها، ولو كان فيه ضُرّ، لما بقيتُ هادئاً حتى الآن. أنا مِن
أولئك الذين يتقلّبون ويتألّمون سريعاً، حين تدخل أجوافهم سَوائل لا صِلة لها بالعافية، ولا
صِحّة الأبدان (…).
حين أفكّر بما حدثَ لي، منذ بداية الأمر، ومنذ أن دفعني الحكيمُ الزائر إلى مُغَادرة
البلدة، للبحث عن عسل الخُزامى، أعجَبُ مِن الأمور التي تُساقُ إليَّ، دون غيري. تنتابُني
رَجْفةٌ عميقة جدّاً، وأوقِنُ أنّ غيري، رغمَ لين قلبي، لن يتحمّل كلَّ ما تحملتُه من الشّقاء
والصبر على المَكارِه.
ولكن، مَن يخبرني عن تلك الحسناء التي دَلَفَت إلى الخيمة. وجهها الجميل ليس بغريبٍ
عني. أعتقد أنّي رأيتها في مكانٍ ما، هنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى