الحدث الجزائري

عندما تصبح سيادة الرئيس تبون كابوس بويج

زكرياء حبيبي

في حصة بثث مؤخرا تحت عنوان “قمة روسيا – إفريقيا: الولاء لبوتين” ، هاجمت القناة الدعائية للاستعمار الجديد LCI ، المملوكة لبويج، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مرتكزة على تصريح أدلى به خلال زيارته الرسمية لروسيا، حيث أشاد بالحيوية لهذا البلد الحليف التاريخي للجزائر.

جاعلين من أنفسهم كمن يقدم الدروس الإنسانية، فإن دوكسا الاستعمار الجديد لم تستوعب بعد أن العالم في تحول كامل نحو نظام متعدد الأقطاب ، وهو ما لا يروق للدولة العميقة في فرنسا، التي باتت تعد أيامها، حالها حال من نصبوا أنفسهم أوصياء على العالم.

ففرنسا التي تعيش اضطرابات كبيرة ، والتي بات بنتف ريشها على الساحة الدولية ، ولا سيما في منطقة الساحل ، كما يتضح من خلال انتفاضة الشعوب الإفريقية ، التي تطالب يوميًا برحيل القوات الفرنسية من بلدانهم. فبعد مالي ، وبوركينا فاسو ، ها هي النيجر التي يبدو أنها تدك آخر معاقل الوجود الفرنسي.

وستصل هذه العدوى بلا شك إلى السنغال وساحل العاج ودول أخرى التي لا تزال قابعة تحت نفوذ الاستعمار الفرنسي الجديد.

الرئيس تبون كابوس بويج وبيادقها

كما أشرنا إليه في مقال تحت عنوان “بويج لم تهضم أوهامها بعد في الجزائر: TF1 على خطى تضليل وكالة فرانس برس و “تي في 5” و فرانس 24 بتاريخ 29 أكتوبر 2021، فالرئيس تبون لم يسلم من سهام وسائل الإعلام الموجهة من قبل بويج التي لا يبدو أنها تنسى أن رئيس الوزراء ووزير السكن الأسبق ، قد قطع عليها الطريق في بناء الجوهرة الحضارية، وهي المسجد الكبير في الجزائر.

وهو الإنجاز الذي حاولت بويج وبيادقها الإطاحة به لترسيخ عقيدة محاكم التفتيش والاستعمار ، التي دعا إليها لافيجري.

كان الرئيس تبون مقتنعًا بأنه إذا نجحت بويج بالغنيمة لبناء هذا المشروع ، فلن يرى الجامع الكبير في الجزائر النور أبدًا ، لاعتبارات مرتبطة بعقيدة فرنسا الاستعمارية الجديدة التي لن تهضم أبدًا ، جوهرة حضارية للإسلام تحمل اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وتحل محل رمز الاستعمار الفرنسي والتبشير المسيحي في شخص الجنرال الفرنسي لافيجري.

وفي أبريل 2016 ، خلال زيارة تفقدية للمشروع ، أشار عبد المجيد تبون إلى أولئك الذين يقودون حملة تضليل ضد المشروع ، بعد فشل بويج في توليه. أين قال تبون: إنهم متخصصون في زعزعة الاستقرار والتلاعب. إنهم يريدون تقويض المشروع … “.

واليوم، تتساقط الأقنعة، كما يتضح جيدًا من حرب المعلومات المضللة والأكاذيب التي قادتها وتقودها شركة بويج وشركاؤها ، لأغراض معروفة بالفعل ، وهي الحفاظ على مصالحها في الجزائر.

سيادة الرئيس تبون

متأكدا ومقتنعا بإمكانيات الجزائر ودورها كدولة محورية ولاعبا أساسيا على الساحة الدولية ، عمل الرئيس تبون منذ توليه رئاسة الدولة الجزائرية على عودة بلاد الشهداء إلى الواجهة. على الساحة الدولية، من خلال الدعوة إلى سياسة متوازنة لعدم الانحياز ، بعيدا عن مواجهة المحاور. وهي الاستراتيجية التي باتت تزعج المؤسسة الفرنسية التي اعتادت منذ وقت ليس ببعيد على توزيع البطاقات على مستعمراتها السابقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى