الأغواط ـ الأمطار والثلوج استبشر لها الفلاحون وضاق بها سكان البيوت الهشة
شهدت مختلف بلديات ولاية الأغواط، أمس، تساقط أمطار غزيرة سرعان ما تحولت إلى فيضانات وسيول عارمة غمرت مياهها كل الطرقات في مختلف أحياء عاصمة الولاية، ما تسببت في شل حركة المرور وغمر المياه المحملة بالأوحال عددا من المركبات، وسجلت خسائر فادحة بين المزارعين والفلاحين بعدة مناطق من الولاية خاصة تلك التي تقع على حواف الوديان والجداول والشعاب، فضلا عن بقاء عشرات الأشخاص محصورين داخل مركباتهم العالقة وسط المياه والأوحال.
واستدعى الوضع دخول مصالح الحماية المدنية والأشغال العمومية وكذا سلطات البلدية في حالة استنفار قصوى منذ فجر ليلة الفاتح جانفي 2025 واسمرت إلى غاية الساعة 12، أين تم تسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية لإنقاذ الأشخاص المحصورين في مركباتهم العالقة وسط الأوحال والمياه، وكذا إعادة فتح الطرقات وتسهيل حركة المرور بالمدخل الرئيسي لبلدية بعد توقف الحركة لساعات بسبب غمر المياه لمعظم أجزاء الطريق، ما دفع بأصحاب المركبات إلى التريث والتوقف في طوابير طويلة في انتظار إعادة فتح الطرقات وتصريف مياه الأودية الهائجة، خصوصا على مستوى الطرق الوطنة رقم 14، 23 و01 اللذين شهدت بعض محاورهم انسدادا وتوقفا في حركية المرور بسبب ارتفاع منسوب مياه الشعاب والأودية وغمرها لهذه الطرقات وتجمع السيول المحملة بالأوحال على مستوى بعض الجسر، بعد ارتفاع منسوب المياه.
و أفادت مصالح الحماية المدنية إلى دخول وحداتها في حالة استنفار قصوى، حيث تم تجنيد إمكانيات الوحدة الرئيسية وعدد من الوحدة الثانوية على غرار قلتة سيدي سعد، سيدي بوزيد، الغيشة وآفلو بالنظر إلى ارتفاع منسوب مياه الوديان وكميات الثلوج المكدسة التي حصرت عددا من السيارات، ما تسبب في بقاء أصحاب المركبة وعدد من المسافرين عالقين لحين تدخل أعوان الوحدات الثانوية للحماية المدنية لإجلائهم حيث واصلوا طريقهم بسلام، كما عملت الأشغال العمومية على فتح الطرقات أمام المسافرين بعد توقف حركة المرور بسبب الثلوج، كما أدت السيول إلى جرف مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية وإتلاف محاصيل تعد بالأطنان، ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية وعشرات المواطنين لإنقاذ رؤوس الماشية التي كادت أن تتيه بسبب حالة الهلع والارتباك..
كما تمكن عناصر الحماية المدنية من إنقاذ وإجلاء الأشخاص المحاصرين بمياه الأمطار أو الثلوج بينهم أطفال ونساء كانوا في حالة صدمة على مستوى الطريق الولائية والولائية، وإجلائهم أخرين علقت مركباتهم وسط الأوحال والمياه ببلديات كل من الحاج المشري والبيضاء، ونقل أشخاص أصيبوا بصدمة إلى مستشفى كل من آفلو والأغواط.
الأمطار التي دام هطولها أكثر من نصف يوم بشكل متقطع هددت المباني القديمة كما ساهمت الأمطار والثلوج التي تسربت مياهها من الأسقف وغمرت العديد من المنازل التي تسربت إليها بسبب انسداد قنوات تصريف مياه الأمطار، ما أكد أن جل هذه المشاريع فاشلة استنزفت أموال عمومية طائلة..
كمية الأمطار التي تساقطت منذ فجر اليوم الأول من عام 2025 استبشر لها الفلاحون الذين وصفوها بسنة الخير والبركة حيث كانت فاتحتها فاتحة تبشر بكل ما هو جميل وتحسر له سكان البيوت القصديرية والمباني الهشة المهددون بالخطر كلما سقطت قطرة من السماء وهو حال أصحاب المزارع التي هي القرب من الأودية…غانم ص