ثقافة

حذاري

حذاري

من وسط هذا الصقيع الذي تنفخه كتل الثلج  المتراكمة فوق أعالي القمم  ومن بين حبات الجليد المتلألئي بياضها  تولد خواطري وأشعاري…

وعلى ضفاف هذا الوادي تنموا وتكبر أفكاري…ومع الريح العاصفة تعصف خواطري لتوحد مع الأفلاك مداري، ومن بين طيات كتائب الغيم المنتشر في الأفق  ينبعث صوتي كهزيم الرعد  ليقول لك حذاري ثم حذاري….

بعد أن تلمع إبتسامة غضبي  وتومض كالبرق في الليلة الدهماء الحالك ظلامها  لتنذرك بقدوم إعصاري…

إن البركان الخامد في صدري قد آن  أوان ثورته  وأوشك أن  يقذف بحممه إلى الخارج فكن  على حذر فلربما سوف يرميك بها  فتحتويك سيوله وتجرفك أنهاره فلا يغرنك بصمتي الغرور..ولا تخدعنك وداعتي المطلقة..

فكما البحر أنا أهيج وأضطرب بعد هدوء يظن كل من حولي ألا هيجان بعده..وما هي إلا لحظات حتى تثور أمواجي  وتصطخب  وترمي بزبدها على الموانيء والشواطيء حتى يخالجك اليأس من هدوئها وركونها فتخالها زاحفة نحو اليابسة لتحتويها  فتبتلعها وتقتلع صخورها ….

فأنا صحو كسماء الصيف  لامع ونقي كالمرايا إذا ما أحسنت معاملتي وكالذي أسلفت لك إذا ما أسأت إلي …

هذا ما تقوله الشعوب في الجزائر ،ومصر ، وتونس ، والمغرب ، والشام  وكل البلدان العربية   من محيطها لخليجها لحكامها …

لأن الربيع الأخضر المزهر الرافل بشتى أنواع الزهور والثمار العابق بأزكى أنسام الورود والرياحين…لايولد إلا من غضب  الطبيعة وإشمئزازها  فمن عواصف الخريف الهوجاء وأمطار وأعاصير الشتاء يولد الربيع  وتشرق شمسه الدافئة على الكون لتذيب حبات الجليد وتقضي على الصقيع فاحذر أيها الحاكم واجعل كل أيام شعبك ربيعا في ربيع……….

الطيب دخان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى