أخبارأمن وإستراتيجيةجواسيسفي الواجهة

اغتيالات و جواسيس

أحمد الحاج

اغتيالات وجواسيس

يعد جهاز”إم آي 5″ البريطاني المعروف بالقسم الخامس التابع لهيئة المخابرات العسكرية البريطانية بمعية نظيره جهاز MI6 من أصحاب السجل الأغزر والأخطر في عمليات المخابرات والتصفية الجسدية حول العالم ومن أشهر عملائهم زير النساء الصربي دوشكو بوبوف ،وكان عميلا مزدوجا ،وهو الذي ألهم الكاتب أيان فليمنغ ، لإطلاق سلسلة روايات جيمس بوند أو العميل 007 عام 1953 وقد بدأت السلسلة برواية ” كازينو رويال”المقتبسة عن مغامرة حقيقية قام بها بوبوف حرفيا عام 1941 في كازينو أستوريا!
ولا يختلف الحال مع السي آي إيه ، وأبرز عملياته عملية (بروجيكت أزوريان) في عام 1974 بغية الاستيلاء على الغواصة السوفيتية “كيه 129″الغارقة منذ عام 1968 في المحيط الهادئ للحصول على صواريخها النووية ووثائقها السرية بحسب موقع “رانك ريد”.
أما عن أشهر عملاء المخابرات الروسية فهو بلاشك كيم فيلبي ،وكان نائباً لرئيس MI6 البريطاني ومسؤول قسم مكافحة الشيوعية والتجسس عام 1943 إلا أنه كان يبيع جل معلوماته الى الروس مقابل المال وقد تسبب باغتيال أو القبض على معظم الجواسيس البريطانيين ممن كان يكشف عن اسمائهم الى جهاز الكي جي بي السوفيتي قبل أن يفتضح أمره في بيروت ويهرب الى روسيا عام 1963 ليلخص سيرة حياته في كتاب بعنوان”حربي الصامتة” عام 1967!
ولم يختلف الحال مع مايلز كوبلاند ،ضابط الـ CIA المسؤول عن انقلاب سوريا / عام 1949 وهو أول انقلاب بعد الاستقلال وبما كان فاتحة لتدخل الجيش في السياسة وقد مهد الطريق لعشرين انقلابا أو محاولة انقلاب تباعا كان آخرها عام 1970 فضلا عن مشاركة كوبلاند في الانقلاب ضد محمد مصدق ، في إيران عام 1953 ، وقد أبدى كوبلاند استياءه مرارا لعدم تفاعل المخابرات المركزية مع مقترحاته للاطاحة بما يكفي من الحكومات المعادية لأميركا واغتيال أكبر عدد من القادة المناهضين لها وهو مؤلف الكتاب الأشهر ” لعبة الأمم “الصادر عام 1969 والذي تكشف صفحاته أسرارا وقواعد مخابراتية وضعها كوبلاند زلزلت عروشا،وأسقطت أنظمة، وأشعلت ثورات ، ونظمت انقلابات، وأطاحت بحكومات !

ماذا تعرف عن العملية 007 ؟!
بتخطيط محكم وبتنسيق مسبق بين جهازي الموساد والسي آي إيه تم الحصول على نسخة من طائرة الميغ 21 روسية الصنع وكانت تعد آنذاك واحدة من أفضل المقاتلات الحربية في العالم بأسره بعد أن هبط النقيب الطيار العراقي منير روفا، بها في مطار تل أبيب وتحديدا في 16 / آب / 1966 عقب تجنيده في قاعدة تكساس الاميركية خلال دورة طيران تدريبية هناك من جراء سقوطه في شباك الحسناء الانجليزية (باربرا) قبل ان يتم تصويره بأوضاع مخلة معها مهدت لابتزازه لاحقا فغاص روفا ببرك الرذيلة أولا قبل أن يغرق بمستنقع الخيانة تاليا وهكذا هو الحال على الدوام في اصطياد العملاء والجواسيس من قبل جهاز الموساد وبما يعرف بـ” مصيدة العسل”ليتم ايقاع معظم الضحايا في شباك”الخمور والمخدرات والنساء والمال” قبل تصويرهم وابتزازهم وتجنيدهم !
وبخلاف روفا فقد أخفق الموساد بتجنيد زميليه في دورة الطيران إياها وهم كل من النقيب شاكر محمود ، والملازم أول حامد الضاحي،فما كان من الموساد سوى اغتيال الضاحي في تكساس برصاص عصابات المافيا (المعروفة بتخادمها مع جهاز الموساد ولاسيما وأن أبرز زعماء المافيا وبالأخص النسخة الأمريكية منها هم من اليهود)، أتبعها اغتيال الطيار شاكر محمود ، في بغداد برصاص الموساد، كل ذلك من أجل التعرف على أسرار الميغ 21 وللرد على إسقاط السوفيت عام 1960 لطائرة تجسس اميركية من طراز لوكهيد يو-2 وأسر طيارها كانت في مهمة استطلاعية فوق الاراضي السوفيتية للتجسس على طائرة الميغ 21 الروسية التي تمتلكها القوات الجوية العراقية والمصرية والسورية وبما يشكل خطرا كبيرا يهدد أمن ربيبتها المدللة اسرائيل ، بحسب موقع عربي 21. يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى