أخبارثقافة

قراءة في ملف المستهدف الدائم

قراءة في ملف المستهدف الدائم كاظم فنجان الحمامي

ربما تقرأ رواية عن مواطن تعرض للظلم والاضطهاد في بلده لسنة واحدة أو لبضعة سنوات على يد السلطات الجائرة. ثم ذاق طعم الحرية بعد زوال سلطانها. وقد تسمع بفقير ضاقت عليه الدنيا بما رحبت، فلما استحكمت حلقاتها فُرجت وكان يظنها لا تفرج. ولكن ما بالك برجل اشتركت معظم الاحزاب والحكومات في مطاردته، وكرست جهودها للضغط عليه، وتشويه صورته، والتنكيل به، وتدمير حياته، والاساءة إليه ؟. وما بالك لو كان هذا الرجل نفسه مستهدفاً أيضاً من الصحف والفضائيات ومنصات التواصل ؟. وما بالك لو أنه افنى طاقته الاجتماعية والوظيفية في خدمة الناس، وفي المطالبة بحقوقهم. لكنه تعرض لأبشع حملات التعسف من أقرب المقربين إليه. على الرغم من انه كان خير داعم لهم في السراء والضراء. فالأقربون كانت طعناتهم أشد قسوة، لأنها كانت تأتيه مباشرة. . المثير للدهشة واللافت للانتباه ان إسمه ظل مدرجاً على قوائم الاتهامات الملفقة داخل بلاده وخارجها. وكان يقف لساعات أمام مكاتب الجوازات في المطارات العربية والأجنبية لأسباب غامضة لا يعلم بها إلا الذيول والأذناب. . لقد تحمل هذا الرجل من الظلم والاضطهاد ما لم يتحمله أي مواطن. وكل القصة وما فيها أنه كان مستقلا برأيه، متحرراً في قراراته، متفاخراً بانتمائه إلى وطنه. لم يكن طائفياً ولا عميلاً ولا غبياً ولا متخلفا ولا مغرورا أو متكبرا. بل على العكس كان بسيطاً متواضعاً بارعاً باختصاصه متحضراً مولعاً بالقراءة. له عدة مؤلفات مطبوعة، وآلاف المقالات المنشورة. ولم يبخل في يوم من الأيام في تقديم المساعدة العلمية لطلبة الدراسات العليا . . شغل معظم الوظائف والدرجات، وكان متألقا في مشواره المهني الطويل، ثم أُحيل إلى التقاعد بعد أن بلغ من العمر عتيا متجاوزا العقد السابع. لكنه ظل مُطارَداً مُستَهدفاً مُضطَهداً من قبل معظم الكيانات السياسية التي وضعت صورته هدفاً في مرمى الفرصة والشعيرة. . يتكرر إسمه من وقت لآخر في الأخبار المرئية والمسموعة والمكتوبة. لم يفزع له إلا رجل واحد. هو الكاتب والأديب البصري : (رزاق عبود) في مقالة مُنصِفة كتبها عام 2016. ونشرها على صفحات موقع الحوار المتمدن. . ظل بعض قادة الأحزاب في بلده يقولون عنه ما ليس فيه. ثم ألبسوه ثوب ظنونهم. على الرغم من مواقفه التي كانت تتحدث نيابة عنه. . فلا سامح الله الذين من فرط أذيتهم جعلوه يدعو على أيامه أن تمضي وتنقضي. . لم يكن يشعر بعقدة الاضطهاد. لكنه كان يعيش واقعاً مأساوياً شديد المرارة. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى