ثقافة

اسماء اطلقت على العرب المسلمين

وليد يوسف عطو

لقد حل الرعب بين البيزنطيين تجاه المسلمين العرب (السراسنة,نسبة الى سارة )مع انطلاق الفتوحات ,بحسب ادوارد غيبو ,بعدما تغيرت طبيعة الهجمات العربية لتصل الى مناطق خارج نطاق الغزوات البدوية التقليدية .
ظلت هاجر تطارد العرب في اسمهم ونسبهم .يقول فرانسوا نو ان عرب سوريا كانوا يسمون جميع العرب ( هاجريين ), اي اولئك المنحدرين من هاجر . اما بعد الهجرة النبوية , فلم تعد كلمة ( مهاجر )تعني بالنسبة الى المسيحيين السوريين ذلك الذي هاجر من مكة مع الرسول , بل ايضا كل من يمت بصلة نسب الى هاجر .مع العلم ان المسيحيين السوريين هم من استخدم كلمة ( طيايي ), اي طائي عند الحديث عن العرب المسلمين من خلال نسبة الكل الى الجزء وهي قبيلة طي والتي كانت بعض بطونها قد تنصرت .
اما القادة المسلمون في المناطق المفتوحة اطلقوا على انفسهم كلمة ( المهاجرين), وهي كلمة ترجمها البيزنطيون الى ( ماغاريتس ), واشتقوا منها عددا من الصفات التبخيسية .لم يرداسم هاجر ولا مرة في القران بحسب الباحث حسام عيتاني في كتابه (الفتوحات العربية في روايات المغلوبين ).الا ان هاجر جذبت اهتمام المشتغلين في علم الانساب العربية .
اما اسماعيل فقد زادت اهميته مع وضع قصص الانبياء المتاخرين حيث تم جعله جد عرب الشمال , او العرب المستعربة مع عدنان .المهم في موضوع هاجر واسماعيل هو موقف مسيحيو المشرق ويهوده وما يعلمونه عن هاتين الشخصيتين من خلال نصوص التوراة .
وكان لتسمية ( الطائيين )وما تفرع منها مثل ( تازيغ )و ( تازي )و ( طاجيك) مسار طريف يعكس التشعب الذي سارت فيه الفتوحات . فقبيلة طي التي انتشرت في منطقة شمر شمال شرق الجزيرة العربية كانت على صلة بالاشوريين المقيمين هناك , والذين كانوا يسمونها بلغتهم ( طيايا ).
ويبدو ان الفرس هم من عمم تسمية الطائيين على العرب بعدما اقامت طي علاقات ولاء مع العرب اللخميين الذين كانوا يتولون حماية الحدود الغربية للامبراطورية الساسانية . ومع تقدم الفتوحات العربية الاسلامية الى اسيا الوسطى وبداية الصدام مع الامارات التركية هناك ,استخدمت شعوب تلك المنطقة , الخاضعة لتاثيرات الثقافة الفارسية تسمية ( الطائيين )لوصف العرب المسلمين وشملت بها جميع المسلمين بمن فيهم الموالي من الفرس الايرانيين .
وبالنسبة الى الشعوب التركية البدوية بات ( الطائيون )المتمركزون في الحواضر , والاكثر استقرارا , هم جميع الفلاحين وسكان البلدات والمدن في وسط اسيا ومنطقة ماوراء نهر جيحون (اموداريا )وتحول الاسم الى ( تازيغ )التي باتت تعني الشعوب الفارسية الايرانية الواقعة تحت حكم الامارات التركية.من هنالك انتقل الاسم الى الصين فسمي العرب ( تا- شي )والى التبت حيث سمي العرب ( تا – زيغ ), بحسب موسوعة الاسلام .مع تطور اللغة الفارسية الجديدة وتبلورها مستقلة او شبه مستقلة عن اللغة الوسطى التي كانت عند الساسانيين , صار ايرانيوا ماوراء النهر يشكلون مايشبه قومية منفصلة احتفظت بالتسمية التي اطلقها جيرانهاعليها, وهي الطاجيك ,نسبة الى الطائيين .لكن بعض المستشرقين يعترضون ويقولون ان للكلمة اصلا فارسيا يختلف عن الاصل العربي .
وفي روسيا كان يعتقد ان اصل كلمة ( تازيغ )التي كانت متداولة بين التتار المسلمين هو كلمة ( تاجر ).وتنقل المصادر الروسية عن امير شارك في الفتوحات الروسية لمدينة قازان التتارية في القرن السادس عشر قوله ان من بين المدافعين عنها ( مجموعة من التازيغ )ويفسر الكلمة بانهم ( تجار ).ان تداول كلمة طائي في الكتابات السريانية والاشورية وصولا الى الصينية جعلها تعود الى العربية .ينقل الطبري في رواية لاصل البرامكة عن امراة فارسية سباها العرب توجهها بالحديث الى العربي الذي اسرها عبدالله بن مسلم بقولها ( ياتازي ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى