استراتيجية العذاب الصامت !

العذاب الصامت !
▬▬▬▬▬▬
– كيف تم قتل ۱۰۰۰ جندي أمريكي في السجون الكورية بدون إطلاق رصاصة واحدة داخل السجن بدون الجدران !؟
– بعد إنتهاء حرب أمريكا مع كوريا قام الجنرال /وليام ماير المحلل النفسي في الجيش الأمريكي، بدراسة واحدة من أعقد قضايا تاريخ الحروب في العالم، فقد تم أسر وسجن حوالي ألف جندي أميركي في تلك الحرب في كوريا وتم وضعهم داخل مخيم تتوفر فيه كل مزايا السجون من حيث المواصفات الدولية، فهذا السجن كان مطابقاً للقوانين الدولية من حيث الخدمات المقدمة للسجين ومن حيث معاملته، وهذا السجن لم يكن محصوراً بسور عالٍ كبقية السجون بل كان يمكن للسجناء محاولة الهروب منه إلى حدٍ ما، والأكل والشرب والخدمات متوفرة بكثرة وفي هذا السجن لم تكن تستخدم أساليب التعذيب المتداولة في بقية السجون.
– ولكن التقارير كانت تشير إلى عدد وفيات في هذا السجن أكثر من غيره من السجون، هذه الوفيات لم تكن نتيجة محاولة الفرار من السجن لأن السجناء لم يكونوا يفكرون بالفرار، بل كانت ناتجة عن موت طبيعي !، الكثير منهم كانوا ينامون ليلاً ويطلع الصباح وقد توفوا، رغم أن علاقتهم ببعضهم كانت علاقة صداقة مع إختلاف درجاتهم ورتبهم العسكرية وحتى علاقتهم بسجانيهم كانت علاقة ودية، ولكن ما السبب في كل هذه الوفيات !.
– لقد تمت دراسة هذه الظاهرة لعِدة سنوات وقد إستطاع ماير أن يحصل على بعض المعلومات والإستنتاجات من خلال هذه الدراسة :
۱. كانت الرسائل والأخبار السيئة فقط هي التي يتم إيصالها إلى مسامع السجناء أما الأخبار الجيدة فقد كان يتم إخفاؤها عنهم.
۲. كانوا يأمرون السجناء بأن يحكوا على الملأ إحدى ذكرياتهم السيئة حول خيانتهم أو خذلانهم لأحد أصدقائهم أو معارفهم.
۳. كل من يتجسس على زملائه في السجن يعطى مكافأة كسيجارة مثلاً، والطريف أنه لم يتم معاقبة من خالف الضوابط وتم العلم بمخالفته عن طريق وشاية زميله في السجن، وهذا شجع جميع السجناء للتجسس على زملائهم لأنهم لم يشعروا بتأنيب لضميرهم نتيجة تجسسهم وهكذا إعتاد جميع السجناء على التجسس على زملائهم والذي لم يكن يشكل خطراً على أحد.
– لقد كشفت التحقيقات أن هذه التقنيات الثلاثة كانت السبب في تحطم نفسيات هؤلاء الجنود الى حدٍ الوفاة :
۱- الأخبار المنتقاة (السيئة فقط) كانوا يفقدون الأمل بالنجاة والتحرر.
۲- حكايتهم لذكرياتهم كالخيانة أو التقصير أمام الملأ والعموم ذهبت بإحترامهم لأنفسهم وإحترام من حولهم لهم.
۳- تجسسهم على زملائهم قضى على عزة النفس لديهم ورأوا أنفسهم بأنهم حقراء وعملاء.
– وكانت هذه العوامل الثلاثة كفيلة بالقضاء على الرغبة في الحياة ووصول الانسان لحالة الموت الصامت.
النتيجة :
۱. إن كنا اليوم لا نسمع سوى الأخبار السيئة.
۲. وكنا لا نفكر بعزة أنفسنا.
۳. وإن كنا نحاول أن نسقط بعضنا البعض فنحن نعيش حالة (#العذاب_الصامت).
– في هذه الأيام يسعى العدو لإختيار أسوأ الأخبار لإيصالها إلى أسماعنا ونحن نتقبلها دون وعي، فالأسعار مرتفعة، البطالة في إزدياد، مدرسة في المكان الفلاني إحترقت، مجموعة من المواطنين قتلوا في الحادث الفلاني … إلخ، وهل فكرنا في عزة انفسنا ؟!
العدو يلقننا أن :
– القبيلة / الفلاني لا يستحقون شيئا…
– القبيلة/ الفلاني لا قيمة لهم …
– القبيلة / الفلاني اغبياء …
– القببلة / الفلاني لا يستطيعون التطور أو التقدم …
– القبيلة / الفلاني لا ذوق لديهم …
– وهكذا ونحن نلاحظ كيف أننا احياناً بداع وبدون داع نشتم انفسنا ونستمتع بذلك أشعلوا فينا حسّ المناطقية بحيث يسخر كل منّا بالآخر، وفي الواقع الجميع يسخر بعضهم البعض وبلادهم ككل ومع هذا لم نلتفت الى هذه المؤامرات التي تشعرنا بأننا صرنا كالسجناء بدون سجن !.
– لذلك ينبغي علينا :
۱/ أن لا نستمع إلى الأخبار السيئة فقط ولا إلى إرجافات المرجفين وتهويلاتهم بل ينبغي أن نمنح أنفسنا ومن حولنا الأمل بالقادم الأفضل.
۲/ أن نحترم من حولنا رغم إختلافنا ونتوحد ضد الأعداء.
۳/ أن نمتلك العزة والطاقة الإيجابية لا السلبية بالأمل بالله سبحانه والثقة به وبنصره هكذا سنحطم السجن الذي أراد الأعداء أن يصنعوه بواسطة إعلامهم داخلنا ويعذبونا فيه.
أسد البراري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى