ارهاب المستوطنين وتصعيد سياسة التهويد في القدس والخليل
سري القدوة
ليس صدفة تزامن رفع كاهنا كاخ المتطرفة من قوائم الارهاب مع التصعيد الاسرائيلي الجديد لتهويد القدس والخليل حيث اتخذت الولايات المتحدة الأميركية قرارا برفع وشطب حركة كاخ من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية متجاهلة كل الجرائم التي ارتكبتها، وتعد حركة كاخ حركة يمينية متطرفة وإرهابية إسرائيلية تأسست عام 1972 على يد الحاخام اليهودي الأميركي مائير كاهانا وتبنت أفكاراً نازية تهدف إلى هدم الأقصى والحرم الابراهيمي حيث قام اعضاء هذا التنظيم بارتكاب سلسلة من الممارسات الارهابية ومن ضمنها مجزرة الحرم الابراهيمي في الخليل والتي ارتكبت بحق المصليين أثناء صلاة الفجر صبيحة يوم الجمعة 15 رمضان الموافق 25/2/1994 وعندما اكتظ المسجد الصغير بالمصلين نحو 500 مصل وخلال الركعة الثانية وهم ركع دخل المستوطن الاسرائيلي من مستوطنة كريات أربع باروخ غولدشتاين بسلاحه الرشاش وفتح نيرانه عليهم مطلقاً 188 رصاصة، قاتلاً 29 منهم وجارحاَ نحو 150، علماً بأن الرصاصة الواحدة كانت تخترق أكثر من جسد من أجساد المصلين وذلك لقصر المسافة التي لا تزيد على 15 متراً بين مكان وقوف غولدشتاين ومحراب المسجد .
ونلاحظ هنا انه وبعد اقل من 48 ساعة على القرار الامريكي قامت سلطات الاحتلال بتصعيد سياستها العنصرية بحق المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي مستغلة رفع الحظر عن التنظيم الارهابي وفرضت سياستها التهويدية من جديد لتعمل على تطبيق برامجها القائمة على دعم المستوطنين وتوفير لهم الحماية اثناء اقتحامهم المسجد الاقصى وتصعيد الاستيطان في الخليل ايضا من اجل تهويدها حيث اقدمت على قص درج الحرم الإبراهيمي استعدادا لتركيب مصعد كهربائي لتهويد الحرم ويتم تنفيذ هذا المشروع على مساحة 300 متر مربع من ساحات الحرم الإبراهيمي ومرافقه.
قيام سلطات الاحتلال باستكمال أعمال بناء المصعد الكهربائي يعد سلسلة من جرائم الاحتلال وتصعيد خطير من قبل جماعات الهيكل وحكومة الاحتلال المتطرفة تجاه الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة وتعدي على صلاحيات الأوقاف الاسلامية التي من حقها الاشراف على الحرم الابراهيمي وحمايته ويتسمر هذا العدوان الجديد بوتيرة كبيرة وسريعة وإن السياسة الإسرائيلية في الحرم الإبراهيمي استفزازية وذات أطماع ونوايا خبيثة وتحاول حكومة الاحتلال من خلالها الاستيلاء الكامل على الحرم بعد أن استولت على غالبيته والتحكم به وهذا يتناقض مع الاتفاقيات والقوانين الدولية التي ضمنت حرية العبادة تحت الاحتلال .
سلطات الاحتلال تتحمل كامل المسؤولية عن الآثار الخطيرة المترتبة عن تنفيذ هذا القرار وما يشكله من استفزاز لمشاعر المسلمين وهو ما قد يقود الى حرب دينية، ولا بد من التحرك على المستوي العربي والإسلامي وأهمية العمل بروح واحدة ومسؤولية جماعية من اجل مواجهة هذا العدوان والتمادي غير المسبوق والقيام بالواجب في الدفاع عن المسجد الاقصى وصون اسلاميته وبالمقابل يجب على الفصائل الفلسطينية عدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة للمس بإسلامية المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي في الخليل ومواصلة الدفاع عنه ايا كانت التضحيات المترتبة على ذلك .
بات من المهم ان يتحرك المجتمع الدولي والمؤسسات ذات العلاقة بالشأن الثقافي والتراثي والديني وعلى رأسها اليونسكو وأهمية وضع قراراتها موضع التنفيذ لخطورة ما يحدث في المسجدين الأقصى والإبراهيمي ولا بد من ابناء الخليل الابطال حرصهم على الاستمرار في حشودهم اثناء أداء الصلوات في الحرم الإبراهيمي لحمايته من المخططات الإسرائيلية المتتابعة للاستيلاء عليه وتهويده .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية