اذكروا الله
د.حلمي الفقي
استاذ الفقه المساعد بجامعة الازهر
أولا: ذكر الله عز وجل يكون باللسان وبالقلب، والأفضل ما اجتمع فيه الاثنان القلب واللسان، وعلى العبد الذى يذكر ربه أن يحضر الذكر بقلبه، ويتفكر فيه بعقله، فإن لم يخشع قلبه ويتدبر عقله فلا يترك الذكر لعدم حضور القلب لأن الغفلة عن الذكر أشد من الغفلة فى وجود الذكر ، ولأن الذكر مع الغفلة هو سبيل للذكر مع اليقظة.
ثانيا: لابد لمن يذكر ربه أن يتلفظ بصوت بحيث يسمع نفسه، ومثله من كان فى صلاة أو يتلو كتاب الله، فإن أجرى الذكر على قلبه ولم يسمع نفسه فلا يعتد بذلك ولا يحسب له منه شيء، كما قال بذلك النووى فى الاذكار.
ثالثا: الذكر غير محصور فى التسبيح والتهليل والحوقلة والتكبير ونحو ذلك بل كل حال يكون فيها المؤمن على طاعة من أى لون من ألوان الطاعات فهو ذكر لله عز وجل.
رابعا: ينبغى لمن يذكر ربه أن يكون فى أحسن الأحوال، وأطيب الصفات، فيكون على طهارة كاملة، وأن يكون نظيف البدن جميل الثوب طيب الرائحة فى مكان نظيف، فإن فقد صفة من ذلك فله أن يذكر ربه على أى وضع، وفى أى مكان.
خامسا: ذكر الله عز وجل يرفع المؤمن درجات عظيمات، ويكفر الذنوب، ويمحو السيئات بألفاظ يسيرة، وكلمات قليلة، فمهما عظم ذنبك، فعفو الله أعظم، وذكر الله عز وجل يمحو السيئات بصور كثيرة جدا، ومن هذه الصور:
١ – يمحها بتسبيحة
قال رسول الله ﷺ:
” من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه في يومٍ مائةَ مرةٍ ، حُطَّتْ خطاياه ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ”
صحيح مسلم:(2691)
٢ – يمحها باستغفار
قال رسول الله ﷺ:
“من قال : أستغفِرُ اللهَ ، الذي لا إله إلا هو ، الحَيَّ القيومَ ، وأتوبُ إليه ؛ غُفِرَ له وإن كان فَرَّ من الزَّحْفِ”
مشكاة. المصابيح:( 2353)
٣ – يمحها بهذا الذكر
قال رسول الله ﷺ:
“ما على الأرضِ أحدٌ يقولُ : لا إلهَ إلَّا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ، ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ ، إلَّا كُفِّرَتْ عنه خطاياه ، ولو كانَتْ مثلَ زبدِ البحرِ “
صحيح الجامع:(5636)
٤ – يمحها بدعاء بعد الطعام
قال رسول الله ﷺ:
” مَنْ أكلَ طعامًا ثُم قال : الحمدُ للهِ الّذي أطعمَنِي هذا الطعامَ ، ورزَقَنِيهِ من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِ “
صحيح الجامع:(6086)
٥ – يمحها بدعاء بعد اللباس
قال رسول الله ﷺ:
” ومَنْ لبِسَ ثوبًا فقال : الحمدُ للهِ الّذي كسَانِي هذا ، ورزَقَنِيِهِ مِن غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنْبِهِّ”
صحيح الجامع:(6086)
٦ – يمحها حين الأذان
قال رسول الله ﷺ:
“مَن قال حينَ يَسْمَعُ المؤذنَ : أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له ، وأن محمدًا عبدُه ورسولُه ، رَضِيتُ باللهِ ربًّا، وبمحمدٍ رسولًا، وبالإسلامِ دِينًا ؛ غُفِرَ له ذنبُه “
صحيح مسلم:(386)
٧ – يمحها عند الوضوء
قَالَ رسول الله ﷺ:
“من تَوَضَّأ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُج مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ “
صحيح مسلم:(245)
٨ – يمحها بذكر بعد الصلاة
قال رسول الله ﷺ:
” من سبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ ، وحَمِدَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ ، وكبَّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ ، فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ ، وقالَ تمامَ المائةِ: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ ، وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ الملكُ ، ولهُ الحمدُ ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قدير غُفِرت خطاياهُ وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ “
صحيح مسلم:(597)
٩ – يمحها بدعاء قبل النوم
قال رسول ﷺ :
“مَن قال حِينَ يأْوِي إلى فِراشِه : لا إِلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شرِيكَ لهُ ، له المُلْكُ ، و له الحمدُ ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ ، لاحَوْلَ ولا قُوةَ إلا باللهِ العلىِّ العظيمِ ، سُبحانَ اللهِ ، والحمدُ للهِ ، ولا إلهَ إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ ؛ غُفِرَتْ له ذنوبُه أوخطايَاهُ وإنْ كانت مِثلَ زَبَدِ البحرِ”
صحيح الترغيب:(607)
١٠ – يمحها بدعاء فى جوف الليل
قال رسول الله ﷺ:
“من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته “
رواه البخارى فى صحيحه
ومثلها كثير جدا فى إسلامنا العظيم
ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا فى أمرنا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين