رياضة

إمبراطورية الإستثمار الكروي

مشروع ريد بول المنتشر على صعيد الرياضات أجمع كان حلم لأي فرقة ولكن ان ترى مجموعة عربية تصبح رائدة في منافسة ريد بول و تحلق بعيدا في عملية التخطيط و التوسع حتى يصل الأمر بتسمية موقع Gol لمشروعهم باسم “ديزني لاند كرة القدم” فأنت حتماً في خطواتك نحو الريادة و لا عجب بالنظر بتمعن، فالعرب لم يعرف عن مجموعاتهم تلك القدرة و الدينامكية في الانتشار على نحو واسع من اقطار الكرة الأرضية.
في مثل هذه الفترة مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار و برئاسة الشيخ منصور بن زايد تحتفي بمرور 13 عشر عام على بداية مشروع مانشستر سيتي تحت مسمى “City Football Group”، مشروع ذاع سيطه أرجاء المعمورة و عرف بالذات عبر نادي مانشستر سيتي الانجليزي، الذي زاد بالتوسع فترة بعد أخرى، ربما من اهتم بالموضوع قليلاً توسع ليدرك أنه يحتوي أيضا كل من ناديي نيورك سيتي الأمريكي و ملبورن سيتي الأسترالي، لكن هذا المشروع أشمل من ذلك بكثير، و بمناسبة هذه الذكرى لنتطرق إلى الموضوع بعمق أكبر.
المشروع هو بهدف تطوير كرة القدم و انشاء مدرسة كروية منتشرة حول العالم، و لحين اللحظة تحتوي 10 فرق و هم المؤسس الأول مانشستر سيتي، نيورك سيتي، ملبورن سيتي، يوكوهاما مارينوس الياباني، شوانغ الصيني، لوميل البلجيكي، جيرونا الاسباني، مومباي الهندي، مونتيفيديو سيتي الأورغوياني، و آخر العنقود و المنضمين نادي تروا الفرنسي، لكن لنذهب بعيداً، جميعنا نعرف بداية المشروع من 2008 بشراء البلومور مانشستر سيتي و ضخ أموال سعياً لجلب اسماء ثقيلة الوزن و تطوير المنشآت التدريبية و انشاء أكاديمية خاصة بالنادي تجعل لهم مستقبل بعيد عن الصرف الدائم كما بداية المشروع، لكن ما بعد السيتي ماذا حصل بالفعل؟
قبل الغوص علينا أن نعلم ان نادي الجزيرة الإماراتي بطل الدوري الموسم الماضي هو أحد الفرق التابعة لملكية مجموعة أبو ظبي المتحدة للتنمية و الاستثمار، لكنها ليست احد أركان مجموعة السيتي كون المجموعة ليست بالكامل تابعة للشيخ منصور بل لهم 78% من الملكية في حين هناك شريك أمريكي يملك 10% و هو “Silver Lank” الرائدة في مجال الإتصالات و التكنولوجيا المعلوماتية بصافي رأس مال و اسهم في المجموعة تقدر بحوالي نصف مليار دولار، لكن من يملك البقية من 12% هو سبب التوسع نحو الصين و هي للمالك الصيني “China Media Capital” او كما يعرف بال “CMC” الذين استغلوا إشتعال السوق الصيني ليمضوا بشراء أسهم نادي شوانغ الصيني بعد دخولهم المجموعة برأس مال لاسهمهم بمبلغ صافي يقدر 400 مليون دولار و ذلك في عام 2014
المتميز بالمشروع رغم وجود 10 أندية لكن هناك إدارة عليا تنقسم منها إدارة لكل فريق مع نظام عمل، فرق من واجباتها حصد. الالقاب و محاولة تصدر الواجهة دائما و أبدا، و أخرى أحد أولوياتها ليس الفوز بالالقاب بل هم عبارة عن سياسية توسعية لزيادة ناتج و انتشار اسم City Group في الدول المكتظة سكانياً كالهند عبر مومباي سيتي، و الصين عبر نادي جوانغ و المستثمر CMC كما علينا أن لا ننسى دور الفريق الصيني في جلب مستثمرين بشكل أكبر، أما هناك من دمج بين الاثنين و هو نيورك سيتي حيث انتشر إسمه و لعب له عديد الأسماء و كان الهدف استغلال قوة أمريكا الاقتصادية و استمرار حملته التوسعية في كبرى الأسواق العالمية، ناهيك عن جلبه للعقول المميز في الشق الكروي لتسيير الأمور و أبرز الأسماء فيران سوريانو و سيكي ميغريستن كلاهما أحد أهم أعمدة ثورة لابورتا في ولايته الأولى.
الفكرة لحين اللحظة لا تزال في توسع نحو قطاع الكرة النسائية و الكرة الخماسية، ناهيك عن فرق أخرى يتم العمل على ضمها مثل نادي بيراميدز الذي تاسس عام 2008 تحت مسمى الأسيوطي لكنه تغير منذ مدة و عرف باسم الأهرامات و لو تمت سيكون نادي الأفريقي الأول ضمن قطاع المجموعة، ناهيك عن علاقات الشراكة مع فرق مثل بوليفار البوليفي الذي لا يشكل أحد أندية المجموعة لكنه يمتلك اتفاقية شراكة.
هذا المشروع ليس من العدم او العبث، بل جلب بيب غوارديولا أحد أهميات المشروع، أولا لخلق فلسفة للفريق و أكاديمية مانشستر سيتي و توسعتها نحو باقي فوق المجموعة عبر إتاحة المجال أمام الفرق الأخرى لفهم فلسفة المشروع و اللعب بالنمط التكتيكي عينه، حتى أنهم يمتلكون هوية عبر شعارات الفرق التي غالبيتها يميل للشكل الدائري و يتواجد فيه اللون الأزرق. مشروع City Football Group يدرس و يبنى عليه كيفية التخطيط من الجهة العربية و التي تحتاج دوري الأبطال لتكون قد أنهت أولوياته في مانشستر و من بعدها محاولة ضخ زخم أكبر باهداف أعلى.
سماح_حميدان
تكتيكات_كرة_القدم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى