أحوال عربيةأخبارأخبار العالمأمن وإستراتيجية

لماذا يجري الجيش الإيراني مناورات باستخدام الطائرات بدون طيار؟

لماذا يجري الجيش الإيراني مناورات باستخدام الطائرات بدون طيار؟

د. محمد عباس ناجي

وبينما تنخرط إيران باستمرار في مناورات عسكرية مستمرة لاستعراض قدراتها العسكرية والتواصل المباشر مع القوى المعنية المنخرطة في الأزمات الإقليمية والدولية، فمن المهم الإشارة إلى أن المناورات العسكرية التي أجراها الجيش الإيراني بدءاً من 3 تشرين الأول/أكتوبر اكتسبت أهمية وزخماً كبيرين. . ويتجلى ذلك بشكل خاص من حيث توقيتها والجهة المنفذة والمنطقة الجغرافية التي يتم تنفيذها فيها.

وتم تنفيذ المناورات المذكورة باستخدام أسطول مكون من 200 طائرة بدون طيار، ومن نماذجها البارزة “شمروش”، و”ياسر”، و”صادق”، و”بيليكان”، و”أبابيل 3″، و”أبابيل 4″، و”أبابيل 5”. و”كمان 12″، وكذلك “يزدان”، و”مهاجر 2″، و”مهاجر 6”. وشملت هذه العمليات مساحة جغرافية واسعة، كما أوضح ذلك حبيب الله السياري مساعد شؤون التنسيق في الجيش، امتدت من المناطق الجنوبية للخليج العربي وبحر عمان إلى المناطق الشرقية والغربية والشمالية والوسطى من البلاد. دولة.

عدة أهداف على إيران تحقيقها

هدفت المناورات العسكرية التي أجرتها إيران إلى تحقيق أهداف عديدة، أبرزها:

1- استعراض القوة العسكرية: تستعرض إيران قوتها العسكرية في مجال الطائرات بدون طيار من خلال هذه المناورات، بهدف إبراز خبراتها وترسيخ مكانتها كدولة رائدة عالمياً في هذا المجال. وقد أكدت سابقًا أن العديد من الدول في جميع أنحاء العالم أعربت عن اهتمامها بشراء طائرات إيرانية بدون طيار. وأكد رضا طلائع، المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، في 26 أغسطس/آب، أن “عدة دول طلبت رسميًا الحصول على طائرات بدون طيار إيرانية”، بما في ذلك الدول الغربية والأوروبية، بينما تمتنع طهران عن الحصول على مثل هذه الطائرات بدون طيار.

2- تحدي الضغوط الغربية: لا يمكن فصل الإجراء الذي تقوم به إيران عن الضغوط التي تفرضها الدول الغربية، بسبب اتساع دائرة الخلاف بين الكيانين، خاصة فيما يتعلق بمبادرة الطائرات بدون طيار الإيرانية. وتفاقم حجم هذا الخلاف بعد بدء الصراع الروسي الأوكراني في 24 فبراير 2022، حيث ورطت الدول الغربية إيران بشكل مباشر في تقديم المساعدة العسكرية لروسيا من خلال توفير طائرات “شاهد 136” و”مهاجر 6” بدون طيار.

إن إنكار إيران المستمر لهذه الاتهامات، إلى جانب تأكيدها على الحياد في الصراع المستمر، أمر واضح للغاية. وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قد صرح يوم 3 أيلول/سبتمبر بأن مباحثات جرت في وقت سابق من هذا العام بين وفدين عسكريين إيراني وأوكراني. وخلال هذه المناقشات، طلبت إيران من أوكرانيا تقديم أدلة تثبت مساعدتها العسكرية المزعومة لروسيا، وتحديداً من خلال توفير طائرات بدون طيار. وأكد الوزير أنه لم يتم تقديم أي دليل من هذا القبيل.

ومع ذلك، فإن الدول الغربية تصر على فرض هذه الادعاءات، بل وذهبت إلى حد فرض عقوبات على إيران بسبب دعمها العسكري لروسيا. وفي 20 يوليو/تموز، اتخذوا إجراءات لحظر توفير المكونات ذات الصلة بالطائرات بدون طيار، وأضافوا أفرادًا معينين إلى قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات.

3- التصعيد تجاه إسرائيل: إن استمرار إيران في التصعيد تجاه إسرائيل يدل على نيتها إيصال رسائل مباشرة بشأن مدى فعالية برنامج الطائرات بدون طيار في التصدي بشكل فعال للتصعيد المستمر. وهذا التصعيد، الذي كان يتمحور في السابق حول التهديد باستخدام الصواريخ الباليستية، توسع الآن ليشمل مجموعة واسعة من التكتيكات. وفي 13 مارس/آذار 2022، نفذ الحرس الثوري عملية استهدفت موقعاً للموساد الإسرائيلي يقع شمال العراق. وأذنت بعد ذلك للميليشيات المسلحة الموالية لها بإطلاق تهديدات مماثلة تجاه تل أبيب، على غرار ما يفعله حزب الله اللبناني. وكان الأمين العام لمنظمة حزب الله، حسن نصر الله، قد أصدر في وقت سابق تحذيرات مباشرة للحكومة الإسرائيلية في 2 سبتمبر، مشددًا على العواقب المحتملة لأي سوء تقدير. وأكد نصر الله خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنه إذا قام الإسرائيليون بأي تحرك نتيجة سوء تقدير فإنهم سيواجهون ردا حازما من المقاومة. علاوة على ذلك، في الثاني عشر من الشهر نفسه، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حزب الله بإنشاء مطار بدعم من إيران، وبالتالي زيادة قدرته على شن هجمات ضد إسرائيل.

4- ميزان القوى العسكرية: شهد تعديل التوازن العسكري في إيران زيادة ملحوظة في دور ونفوذ الجيش الإيراني خلال السنوات الثلاث الماضية. واللافت أنه بالإضافة إلى مناوراتهم العسكرية المتكررة، فقد تجاوزوا مجرد الإعلان عن امتلاك كمية كبيرة من الأسلحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى