أمن وإستراتيجيةفي الواجهة

إرادة الحرب وإرادة السلام!!

د. صادق السامرائي

مَن ينتصر على مَن؟ .. الحرب أمْ السلام؟

الأرض الدوارة ترفع رايات الحرب أكثر من رفعها رايات السلام!

فالحرب تجارة، وإطلاق قدرات، وإستنهاض أفكار ورؤى وتصورات.

وهي قوة تطلق من رحم تفاعلاتها، ما هو أقوى وأشد عزما وتوثبا وإنطلاقا في مسيرة الحياة.

وعقب كل حرب، هناك تبدلات وتطورات وابتكارت، وبسببها تم إختراع ما لا يخطر على بال الأيام.

أما السلام فأنه نوع من الركود والرقود والإسترخاء، الذي لا ترغبه الأرض المتعطشة للدماء وإلتهام الأحياء.

فالأرض تأكل ما فوقها، وتنجب ما عليها، وكأنها لكي تبقى في دورانها الأبيد، لا بد لها من التغيير والتقلبات والتفاعلات الحامية مع الشمس.

هذا التفاعل الولاّد، الذي ينجبها ما تأكله، يمدها بالطاقات الكفيلة بالحفاظ على سرعة الدوران، وكلما ثقل حملها، تزداد شراهتها، وقدرتها على تصنيع الحروب تتنوع وتتفاعل بأساليب غير مسبوقة.

ولهذا فأن الأرض ليست موطن سلام، ولا هي بيت أمان، وإنما في حقيقتها عبارة عن جرم كوني مرعوب يتوطنه الغثيان، في هذا المنفي القصي المجهول، الذي يحتمل التعرض للهجمات، أو الآفات الكونية المفترسة القادرة على إحالته إلى هباء في لمحة بصر.

فالأرض كائن حي يبحث عن مأمن من الخطر، وذلك بتحققها فيه، وإعادة تصنيعها على ظهره ، وفقا لمقتضيات الدوران، ومنطلقات الخوف والأمان.

وعليه فأن إرادة السلام مؤقتة، وإرادة الحرب مؤكدة، ولهذا فأن لكل قرن حربه وويلاته، وتداعياته وتفاعلاته العارمة الهائمة القائمة القاصمة، المعبّرة عن منهج الإرتباط العضوي ما بين الحرب والدوران.

وكأن هذه الحركة الدائبة تلد زبدتها، وتطلق طاقتها المكثفة، لتبني حالة التفاعل الحامي ما بين الأحياء المتفاعلة مع التراب، أو المبحرة إلى حيث تتوطنه، ليستولدها ما هو جديد!!

د-صادق السامرائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى