إقتصادالحدث الجزائري

إدارة الأزمات في ظل الوعي الاستراتيجي والحوكمة

 
تمارا حداد.
في ظل ما يشهده العالم من كوراث وأزمات أصبحت المنظمات والهيئات المحلية والمؤسسات بحاجة أن تضع جُل اهتمامها على تطوير استراتيجيات مستشرقة، وإعداد أنظمة عمل متطورة، وتسخير مواردها لإنجاز مشاريع ومبادرات، وتحقيق الميزة التنافسية في العمل الحكومي أو العمل الخدمي، والفكر الاستراتيجي هو المورد الأساسي لتحقيق الحوكمة داخل إطار المؤسسة أو المنظمة أو الهيئة المحلية لتحقيق الأهداف المنشودة، والتي بحاجة لإدارة خطة استراتيجية محكمة على مستوى عالِ من الكفاءة والمهارة والإنسانية ولديها المقدرة على ضبط زمام الأمور والتكيف مع المتغيرات والمؤثرات الخارجية والداخلية من خلال إدارة الأزمات وإدارة المخاطر، والخطة الاستراتيجية تُمثل حلقة التخطيط الممنهج بين الموظفين والإدارة العليا داخل أي شركة أو المنظمة أو الهيئة المحلية ودورها الأكبر في تحقيق أهداف جميع الأطراف داخل المؤسسة ويظهر هذا الدور بوضوح أكثر في أوقات الأزمات.
فعند بدء الأزمات تنهال الضغط على إدارة الموارد البشرية من ضمنها الادارة العليا والموظفين لتنظيم العمل وتوفير أدوات لتيسير مرونة العمل المؤسسي والتأكد أن الموظفين لديهم القدرة على التكيف والإلتزام والإنجاز لضمان الاستدامة وهذا الأمر بحاجة لوعي استراتيجي وحوكمة كجزء رئيسي من أجل إدارة الازمات وإدارة المخاطر.
وتأتي أهمية دور الوعي الاستراتيجي والحوكمة في نجاح المنظمة بشكل عام، حيث شكل دور الوعي فارق كبير في الأداء وسمعة المنظمة على جميع المستويات، فأصبحت المنظمات التي تهتم بوضع الخطة الاستراتيجية وتطبق الحوكمة من خلال تفعيل والإستثمار في أدوار الموارد البشرية لإدارة الأزمات والمخاطر تملك مؤشرات نجاح عديدة، وذلك من خلال قدرتها على رؤية المستقبل ومخاطره لتوفير بيئة عمل محفزة للإبداع والإبتكار يساهم في تطوير العمليات وزيادة الإيرادات وتحقيق الأهداف المرجوة، وأيضا ارتباط استراتيجية المنظمة أو المؤسسة بأهداف المنظمة ساهم في توجيه جميع القدرات والإمكانيات البشرية إلى أهداف واضحة ومحددة تُعنى بتحقيق استراتيجية المنظمة خلال الأزمات والمخاطر، ولعل أبرز ما نحتاجه اليوم هو تحديد الأولويات فيما يتعلق بالخطة الاستراتيجية كالتحلي في مرونتها وتعزيز المبدأ المرن فكراً وثقافة وممارسة، ورسم سيناريوهات متعددة لمستقبل المنظمة وتصميمها لتُعزز الأمان بشكل عام في ظل الأزمات والكوارث، لتعزيز استمرارية عمل المؤسسة ضمن منهجيات واضحة.
وتُعتبر الأزمات تحدِ حقيقي ليس للمؤسسة أو الهيئة فقط، وإنما لجميع الإدارات والقيادات لممارسة دورهم بشكل فعال، وإيجاد ممارسات مبتكرة لتخفيف الأثر المالي، والحرص كذلك على دفع عملية التشغيل بأقصى قدرة ممكنة بما يتماشى مع الطلب والحفاظ على أقل معدلات التكلفة خلال تلك الازمات.
لذلك حظيت فاعلية إدارة الأزمات والمخاطر في إطار الوعي الاستراتيجي والحوكمة بأهمية كبيرة نظراً للدور الأولي في قيادة عمل المنظمة، وبالنسبة لفاعلية إدارة الأزمات ازدادت أهميتها لكونها الإدارة المسؤولة عن التدبير الإحتياطي المخطط له مسبقا وقدرة الإستجابة السريعة للمنظمات التي يجب أن تدعم من القيادة وإدارة المعلومات والقدرات في مجال الإتصالات لتمكين المنظمة من اتخاذ قرار سريع على المستوى الإستراتيجي ضمن بيئة المنظمة ومن ثم السماح بالإنتعاش وحماية سمعة المنظمة، للوصول إلى مرحلة الترابط والتكامل بين الإدارات للتمكُن من البقاء والإستمرار.
فإدارة الأزمات أسلوب للسيطرة من خلال رفع كفاءة وقدرة نظام صنع القرارات سواء على المستوى الجماعي أو الفردي للتغلب على مقومات الآلية البيروقراطية الثقيلة التي قد تعجز عن مواجهة الأحداث والمتغيرات المتلاحقة وإخراج المنظمة من حالة الترهل والإسترخاء التي هي عليها، وهذا الفن بحاجة لخطة استراتيجية تضع السياسات اللازمة خلال فترة الأزمات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى