في الواجهة

تأثير زلزال تركيا و سوريا على الجغرافيا و وضعية القارات و الدول في المنطقة

محمد ماجد ديُوب

·
ماذا بعد زلزال تركيا …؟
منذ أن تكوّنت الأرض والزّلازل والبراكين وموجات التسونامي رفيقتها الأزليّة وذلك بسبب دوران الأرض حول محورها ودورانها حول الشّمس فبعد أن كانت الأرض كتلةً يابسةً واحدةً محاطةً بالماء من ناحيةٍ وصوب اتفصلت هذه الكتلة إلى كتلٍ بعضها مازال على تماسكٍ كما هي أوروبّا وآسيا بسبب بعدها عن خطّ الإستواء حيث التّسارع الخطّي هو الأقوى على كلّ دوائر الأرض كافّةً وبسبب هذا التّسارع انفصلت إفريقيا عن آسيا وأمريكا عن إفريقيا وكلا الإنفصالين كانا بإتّجاه الغرب والجنوب فكان البحر الأحمر والخليج العربي وكان المحيط الأطلسي حيث كان التّاعد كبيراّ عند خطّ الإستواء وفي جنوبه وقليلاً بالقرب من القطب الشّمالي حيث تكاد روسيا وآلاسكا متّصلتين لضعف قوّة الطّرد المركزي التي سبّبها الدّوران
نحن اليوم نقع على مسافةٍ بعيدةٍ نوعاً ما عن خط الإستواء وهذا يعني أنّنا يجب أن نكون في مأمنٍ من الزّلازل ولكن قدرنا جعلنا في منطقة إنفصال إفريقيا جنوباً عن أوروبّا غرباً وعن آسيا غرباً وهذه المنطقة بسبب الإنفصال القديم والأوّل وبقيت منطقةً غير متماسكةٍ بشكلٍ يدعونا إلى القلق باستمرارٍ وأمريكا الوسطى شمال وجنوب خطّ الإستواء والتي بقيت كتلةً واحدةً لكن غير متماسكةٍ مع غيرها من القارّات مّما يجعلها عرضةً مثلنا للإنزياح غرباً أكثر بسبب دوران الأرض وعرضةً للزلازل بشكلٍ كبير
المناطق الأكثرأمناً في العالم اليوم هي وس وشمال آسيا وشمال أوروبّا والجنوب الإفريقي بدءاً من خطّ الإستواء حتّى دولة جنوب إفريقيا بسبب الكتل القاريّة الضّخمة جدّاًولكنّه ليس ذلك الأمان التّام
إنّ لبّ الأرض السّاخن جدّاً والذي يدور أيضاً لايمكن له أن يقف أو يغيّر جهته كما يقول البعض من جماعة ترويج مالايفكرون فيه
إنّ أيّة أحمالٍ إضافيّة كبيرةٍ جدّاً في نقاط التقاء القّارات الثّلاث أوروبّا وآسيا وإفريقيا سيكون بمثابة المحرّض بالإضافة إلى دوران الأرض حول محورها مّما يؤدّي إلى إختلال توازن المنطقة كما هو الحال مع السّدود التّركيّة على نهري الفرات ودجلة وسد الصّين المنشأ منذ بعض الوقت الذي يعتبر أكبر منشأةٍ كهرومائيّةٍ في العالم
كذلك هو الحال مع بناء المدن ذات الكتل البيتونيّة الضّخمة على النّقاط ضّعيفة الصّلابة في أيّة أرضٍ في هذه المنطقة
أكثر مايقلقني في هذا الموضوع هو ماقرأته عن إنزياح تركيّا بعد البركان الشؤم هذا مسافة ثلاثة أمتارٍ نحو الغرب وهنا أرجو الأقدار أن يكون إنزياحها قم تمّ دون أيّة آثارٍ مستقبليّة لأنّ هذا الإنزياح لو لم يتوّقف نهائيّاً فإني أرى أن إفريقيا ستنفصل في الأعماق عن آسيا وقد نرى سوريّا جزأين واحدٌ انزاح نحو الغرب على طول خط الفالق وسشمل منطقة السّاحل السوريّي وجباله وبقي الآخر في مكانه بدءاً من مركز هذا الزلزال الشؤوم وإنزاح معه غرباً أيضاً القسم الأكبر من لبنان وكلّ فلسطين وسيناء والسّاحل الإفريقي الشّرقي وهنا تكون الكارثة للأسف وأسأل الآلهة أن يكون إنزياح تركيا اليوم نهائيّا ولأمدٍ بعيد كما كان إنزياحها يوم فُصلت قبرص عن سوريّا ولاتزال آثار القصّ ( الفصل ) لقبرص عن البرّ السّوريّ ماثلةً للعيان في منطقة شمال رأس البسّيط عند سفح جبل الأقرع في البرّ السّوري بعد زلزالٍ مشابه لهذا الزلزال
مجاز في الرّياضيّت والفيزياء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى