أحوال عربية

أين العرب من عصر أفول النفط؟

توفيق أبو شومر

هل يصدق توقُّع كثيرٍ من المحللين، ونبوءة كثيرٍ من المفكرين،
نبوءة، أفول عصر البترول؟؟
توقَّع كثيرون أن عام 2015 سيكون آخر أعوام الهيمنة النفطية، والسيطرة الاقتصادية لدول البترول، بسبب ازدهار عصر تكنلوجيا المعلومات، أي أن هذا العام سيكون عام الألفية الجديد ، العام الماسي، لأنه سيشهد التحول الكبير.
ولكن ماذا عن دول النفط، وبخاصة الدول العربية؟
يُسارع البرفسور والخبير الإسرائيلي: غي باخور (Guy Beghor ) وهو أحد خبراء الجيش والشرطة للتنبؤ بمستقبل دول البترول فيقول:
” إن بداية أفول عصر البترول قد بدأ بالفعل مطلع عام 2015، أنّ أمريكا رفعت الحظر المفروض على تصدير النفط بداية هذا العام، فأمريكا أكبر منتج للنفط في العالم، وسوف تصدر مليون برميل يوميا، وكانت أمريكا تفرض حظرا على تصدير نفطها قبل ذلك.
أمريكا أصبحت تنافس على صناعات أخرى، غير البترول.
أما روسيا   قوة الطاقة العالمية فهي واقعة الان تحت عقوبات ، أما الديمقراطيات مثل كندا والبرازيل والمكسيك ونيجيريا ، وإسرائيل الصغيرة، ستدخل السباق على السوق النفطية.
لقد انتهى عصر البترول العربي ، وانتهت ديكتاتورية الخليج الفارسي التي كانت تشتري دول أوروبا وتشتري السياسيين والشركات بالرشاوى والمال، لتعادي إسرائيل.
ويُضيف غي باخور:
” في غضون سنوات سيدرك الأوروبيون والأمريكيون بأن سطوة العرب قد انتهت، عندما لا تجد دول الخليج النقود للإنفاق ، فإنهم سيتفجرون من الداخل بالعرقيات والإثنيات وموجات الإرهاب. وكمثال على ذلك فقد فشلت 22 دولة عربية في تمرير قرار الاعتراف بفلسطين كدولة في نهاية عام 2014 ، ولم تتمكن هذه الدول من الضغط على أمريكا.
وستدرك فرنسا ولكسمبورغ اللتين مازالتا تُحكمان من العرب أن عصر العرب قد انتهى!!
ماذا سيحصل لروسيا؟
إنها ستنهار ، وستتحول إلى حربٍ مع أوروبا لتنقذ نفسها من الأزمة.
وماذا سيحدث لمصر، التي تمولها السعودية؟
إن السعودية قطعت دعمها بالفعل لمصر لشح النقود.
وماذا عن دول الخليج الأخرى، مثل قطر؟
إنهم يخدعون أنفسهم بإحساسهم أنهم مهمون بين دول العالم، فإذا قلّت النقود والنفط ، فلا أحد سيزورهم، وستغطي الرمالُ أبراجهم!!
وماذا عن محمود عباس والفلسطينيين؟
لا نقود من الخليج ، في غضون سنوات قادمة  هناك عالمٌ جديد ، عالمُ ثورة المعلومات والعقول والقدرات والإبداعات والاختراعات، ستصبح إسرائيل عروس هذا العصر.
فها هي الدول التي ابتعدت عنا بفعل النفط العربي تعود إلينا من جديد، مثل:
الهند، والصين، وكوريا الشمالية، واليابان، لقد أدركت هذه الدول، أن كل الذين تنقصهم المعارف والعقول ، لن يكون لهم مكانٌ في عالم الألفية الثالثة.
إسرائيل لديها ما تقدمه لهم، وعندهم ما يتبادلونه معها!!”انتهى الاقتباس.
تعزيزا للموضوع فقد تابعتُ بالفعل زيارة رئيس وزراء الهند لإسرائيل، ناراندرا موداعي ، قبل أيام قليلة، في يناير 2015 ، وقال البرفسور في جامعة جواهر لال نهرو معقبا على الزيارة:
” التقارب بين الهند وإسرائيل سيكون أبرز أحداث العقدين السابقين، فالهند وإسرائيل أُسِّستا عام 1948 ، ولكن العلاقات أقيمت بينهما عام 1992، وكان التبادل التجاري يبلغ بين البلدين مائة مليون دولار فقط في العام، أما التبادل التجاري بين الدولتين يبلغ اليوم، خمسة مليارات دولار في العام ،
إن القضية الفلسطينية لا تدخل اليوم في موازين التجارة، فالأولوية للابتكارات وليس للسياسة والصداقات المجانية، فقد انتهى عصر التأييد الآلي للفلسطينيين، فالهند محتاجة إلى تكنلوجيا إسرائيل وإلى التقنية الزراعية، ومعالجة المياه والصرف الصحي ، والمعدات العسكرية، والاشتراك في تكنلوجيا تطوير السلاح”
وقد سبقت هذه الزيارة زيارة لوزير الداخلية الهندي، راجنات سينغ، في شهر نوفمبر من العام الماضي ، واجتمع مع نتياهو، ووزير الدفاع موشية يعلون، وعلى ضوء ذلك اشترت الهند من إسرائيل صواريخ غيل المضادة للدبابات بمبلغ 526 مليون دولار، وفضلت هذه الصفقة على الصواريخ الأمريكية من نوع جوليان.
وأخيرا هناك اتفاقٌ بين إسرائيل والهند على تحديث الجيش الهندي، بواسطة التكنلوجيا الإسرائيلية، يجري تنفيذه اليوم!!
وأخيرا يُطرح السؤال المُعاد وغير المحبوب:
أين نحن؟ !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى