أحوال عربيةأخبارأمن وإستراتيجية

ماذا بعد الرد الصاروخي الايراني ضد اسرائيل

في انتظار الليالي القادمة؟ بعد ليل الاحد الطويل؟

ان العالم…كل العالم “لا” يحترم أي “أمة” مشتتة، وفاقدة لأي دور مطلوب منها في مواجهة اعدائها، ونتيجة لذلك فأن قضايا هكذا “أمة مشتتة” “منقسمة” “متناثرة” “ضائعة” بدون هدف او خطة او خارطة عمل او منهج او طريق، هي بأن تفقد استقلالها وان تضيع وسط الرمال، وتذهب الى الزوال.

ان النهضة والحضارة ليست منتوج “الصدفة” او “الانتظار” بل هي صنيعة العمل والخطة والرغبة الذاتية في النهضة والاستقلال والحرية الملتزمة وصناعة الابداع الحضاري، والعرب ك “قومية” ليسوا اقل من الأوروبيين وليس مختلفين عن باقي القوميات، وليسوا خارج قوانين علم الاجتماع وليسوا ضد ما هو طبيعي.

ان الالمان والايطاليين والسويسريين والبريطانيين واليابانيون والامريكان والماليزيون كلهم دول منتوج عملية وحدة واتحاد، وكلهم كانوا ساقطين حضاريا في بحر التخلف والهمجية إذا صح التعبير، وليس العرب اول و”لا” اخر قومية تريد الاتحاد والتوحد؟ وليسوا اخر و”لا” اول قومية حاولت الوحدة السياسية وفشلت من هنا وهناك في تلك المرحلة التاريخية او ضمن فترة زمنية أخرى؟ وليس العرب اخر و”لا” اول القوميات من يتم هزيمتها في تلك المعركة او في حرب عسكرية.

كما فشلنا فأن الاخرين أيضا فشلوا؟ ولكن الفرق انهم لم يتوقفوا عن محاولات العودة من جديد لتحقيق الهدف، لذلك الفشل ليس هو المشكلة فأنها ستكون تجربة نتعلم منها ومحاولة متجددة للحركة الى الهدف.

ان المشكلة ليست هنا، بل اليأس هو المشكلة والتوقف هو الموت، وغياب المشروع الوحدوي العربي لدينا سيخرجنا من التاريخ الى هامشه وهذا ما يحصل وحصل لنا ك “عرب”.

لذلك “قضايا العرب” ومنها قضيتهم الأولى الأهم والاساسية وهي “فلسطين” هي تدار بواسطة الاخرين وليس للعرب أي قول او رأي او مكانة او احترام او تقدير و”لا” حتى أي أحد يهتم ب “ماء وجوههم”.

ماذا لدينا لنقول عن الضربة العسكرية التي قامت بها “الجمهورية الإسلامية” ومنظمة حراس الثورة فيها ضد الكيان الصهيوني؟ بعد ان قصف الصهاينة قنصلية الجمهورية الإسلامية في دمشق.

ضمن القانون الدولي الذي “لا” يلتزم به الحلف الطاغوتي الربوي العالمي و”لا” الحركة الصهيونية، جاء رد الجمهورية الاسلامية ضمن هذا القانون والتزاما به، و”لا” حجة قانونية ضد الجمهورية عندما تدافع عن جغرافيتها الوطنية المتمثلة في قنصليتها المقصوفة وعسكرها الشهداء.

ان من الصحيح القول: انها “ضربة تاريخية” غير مسبوقة في الصراع العربي الصهيوني بواسطة طرف ليس عربيا ؟! ولكن هناك من التفاصيل والحقائق مما يجب ان تقال حيث ان هناك “كسر” معنوي ل “هيبة كرتونية عند الصهاينة” ولكن مع هكذا “كسر للهيبة” إذا صح التعبير أصبح من الواضح ان المنطقة العربية ك “جغرافيا” وك “انظمة سايس بيكو” وك “شعوب” هي ملعب إيراني صهيوني امريكي أوروبي تركي طوراني، على حساب القضية العربية.

ولكن للأسف الشديد هكذا حدث عسكري ك “ضربة” كان “حدث” “مسرحي” ولكنه بكل الأحوال “حكما” وضمن المحصلة النهائية ادخل الصراع العربي الصهيوني الى مرحلة جديدة.

ان ما حدث متفق عليه، حيث ابلغ الإيرانيون الامريكان، بأنهم سيضربون! ومن هنا علينا ان نلاحظ ما هو مهم حيث ان الاغلب الاعم من تلك المسيرات والصواريخ قد تم ضربها بما يعرف ب “منطقة بادية فلسطين” او فلسطين الصفراء “خارج “فلسطين الخضراء” المحتلة صهيونيا.

ان من الصحيح القول: ان “بعض الصواريخ” قد عبرت “بادية فلسطين” لتصل الى “فلسطين الخضراء المحتلة”، ولكن لم تتسبب في خسائر بشرية حسب ما هو معلن الى الان ؟! طبعا هناك مشاهد مصورة لصواريخ عبرت من فوق قبة الصخرة والمسجد الأقصى تمثل وتشكل حالة رومانسية من مشهد سينمائي عاطفي ولكن واقع الخسائر الصهيونية على ارض الواقع “لا” تعكس حجم التهديدات التي أطلقتها الجمهورية الإسلامية “إعلاميا” ودعائيا ما عدا خسائر الاسقاط المليارية التكلفة والتي سيتم تعويضهم عليها تلقائيا من الحلف الطاغوتي الربوي العالمي، ولكن “لا” يوجد خسائر بشرية و”لا” فقدان للأرواح! على الأقل حسب ما هو معلن الى الان؟

ان الاغلب الاعم من الذين حاولوا قراءة المشهد السينمائي الحاصل يقولون انها “مسرحية وانتهت” فماذا بعد؟

في كل الأحوال “حدوث” الضربة وأي هجوم ضد الكيان الصهيوني هو “حالة إيجابية” على الرغم من الكلام بأن هناك اتفاق وان هناك “هندسة مسرحية للضربة العسكرية؟!” ولكن علينا أيضا التأكيد بأنه كانت هناك حالة إيجابية اخرى في وجود “فرح نفسي” و”حالة عاطفية” “سعيدة بما حدث وبما حصل وهذا الامر سنأخذه في التفصيل والتحليل والنقاش “العلمي”، من اجل أداء تكليفنا الشرعي وواجبنا القومي نحو امتنا، لعل وعسى ان هكذا نقاش وتحليل و “كلام” يفعل أثره من هنا وهناك، ولعله يساهم في العمل على الخروج العربي من حالة التشتت والضياع الحاصلة وفقدان الاستقلال “الحقيقي”.

كنت قد كتبت انطباعات غير منشورة قبل حدوث هجوم الجمهورية الإسلامية ومنظمة حراس الثورة فيها ضد الصهاينة واحتفظت بها لأقارنها بما سيحدث ان جائت الضربة العسكرية وهي قد حصلت وعليه سأضعها هنا بين مزدوجتين من باب مقارنتها بما سيليها من قراءة للحدث نفسه.

قلنا قبل الضربة الاتي: “اعتقد ان الضربة الإيرانية ستكون محدودة إرضاء للشعب الإيراني وإيران تعلم تماما ان امريكا سوف تتدخل وتدافع عن الكيان الصهيوني لو شعرت بان الضربة الإيرانية كبيرة وسوف تترك أضرارا كبيرة على طفلها المدلل لذلك سيكون هناك تنسيق إيراني أمريكي على حجم الضربة.

بخصوص التهويل الاعلامي أتصور انه أيضا سيكون “مبرمج” لدفع الجمهورية الإسلامية لضرب الكيان الصهيوني لأخراج الصهاينة من مستنقع غزة إذا صح التعبير، والجمهورية الإسلامية سعيدة في التهويل الاعلامي لأنها يعطيها قيمة على المستوى الدعائي.

واتصور كذلك ان المسألة ستأخذ مداها الزماني وستعبر وكأنه لم يحدث شيء.

وخاصة ان “الجمهورية الإسلامية” لديها تجربة قاسية سابقة في الثمانينات عندما تم ضرب اسطولها البحري مباشرة من الولايات المتحدة الامريكية وايضا عندما تم اسقاط الطائرة المدنية الإيرانية وقتل من فيها من أبرياء.

ان الايرانيون إذا صح التعبير براغماتيون مصلحون وايضا قوميون يريدون “مكاسب” نفعية على خط التطبيق وهذا الامر يحصلون عليه استخباراتيا في كل مرة، نفس ما حصلوا عليه ايام احتجاز الرهائن الدبلوماسيين الامريكان في عهد كارتر او في اختطاف الأجانب في لبنان أيام حكم المرحوم هاشمي رفسنجاني.

ستكون المسألة محسوبة وهي لعبة توافقية استخباراتية بين الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الإسلامية والكيان الصهيوني كانت موجودة من قبل ولكن كسرتها عملية طوفان الأقصى.

وايضا اتصور وليس عندي عمق او معرفة او إدراك للوضع اليمني وتفاصيله ولكنني اتصور ان “الحركة الحوثية الدينية” الموجودة داخل اليمن ليست تحت سيطرة وتحكم الجمهورية الإسلامية؟ ولكن هي مدعومة منهم كما هي مدعومة من الروس والصينيين، لأنها واقصد “الحركة الحوثية الدينية” تعتبر نفسها “دولة” ضمن صراع بقاء، وكأي “دولة” فأنها تتحالف وتتعامل مع من يدعمها ويمدها ب “شرايين الحياة” واتصور واكرر هذا انطباع وليست دراسة او تحليل او معلومات بل هو “إحساس” انهم خارج السيطرة وليسوا تحت التحكم وهم يضربون التفاهمات الامريكية الايرانية الصهيونية في مقتل حيث تضعهم تحت “الكشف” وتحت “الفضيحة” وضمن “الاحراج” وهم واقصد “الحركة الدينية الحوثية” يحاربون “جديا” الصهاينة.”

اذن هذه كانت رؤيتنا لما قبل الضربة فماذا بعد؟ كم مدى صحة ما توقعناه مع ما حدث على ارض الواقع؟ اترك لمن يقرأ الإجابة ولكن سأستمر في الحديث لما بعد نهاية الضربة؟

ان الوضع الذي حصل يمثل حالة من “الكوميديا السوداء” إذا صح التعبير حيث لم يحصل في تاريخ الصراعات البشرية ان يقول أحدهم لأعدائه:

انني سأهاجمكم فأعملوا احتياطاتكم وانتظروني؟! وعليكم إزالة كل ما يهمكم وحيوي لديكم في أماكن القصف؟! فانتبهوا!

والكوميديا السوداء تتواصل حيث ان الضربة المهندسة مسرحيا إذا صح التعبير قد كشفت “بعض” الانظمة الرسمية العربية وخباثتها وانعدام الخجل عندها بكل صفاقة مع غياب أي حياء وضربها في عرض الحائط في كل ما هو إسلامي وكل ما هو عربي وكل ما هو ضمير، وأصبح من الواضح والجلي بما “لا” شك فيه و”لا” نقاش حوله من ان هكذا أنظمة متداخلة ومرتبطة مع “بقاء الكيان الصهيوني” فان ذهب فهم يذهبون أيضا، وان زال فأنهم سينتهون.

ماذا هناك أيضا؟

هناك كلام عن القيمة المالية المليارية التي تكلفها الصهاينة في الرد حيث وصلت المصاريف لأسقاط 720 هدف بين مسيرات وصواريخ الى مليار وثلاثمائة مليون دولار امريكي وهي التكلفة المباشرة ما عدا الخسائر الثانوية الغير مباشرة من اغلاق الطيران وتجميد الحياة الاقتصادية الروتينية؟ علينا ان نقول في هذه المسألة:

ان الصهاينة لمن يريد ان يعرف؟ لن يدفعوا ماليا من جيبهم إذا صح التعبير بل ان التمويل المالي والتعويض المباشر سيأتي لهم من الامريكان مباشرة، لذلك “لا” يهتم الصهاينة بأي خسائر مالية، فالفاتورة وحساباتها مضمونة لديهم وهناك من سيدفع كل هذه المبالغ.

ان ما يؤلم الصهاينة ليس هو المال بل هو وجود “قتلى” وعندما يموتون وتتم تصفيتهم في الصراع، لأنهم أساسا عددهم بسيط وحجمهم البشري محدود على مستوى الكرة الأرضية حيث “لا” يتعدون حسب الحسبة الرقمية أكثر من أربعة عشرة مليون في مقابل أكثر من ألف مليون واربعمائة ألف مسلم ؟! ما عدا العدد الملياري من المسيحيين.

وعلينا ان نلاحظ ان اليهود ينظرون ويؤمنون بأن كل مسيحي ومسلم هم “أعداء” لهم، فخسارة أي يهودي ليس ك “خسارة” أي مسلم ومسيحي لأن اليهود أساسا اقلية عددية محدودة وخاصة من يعيشون داخل الكيان الصهيوني المقام على ارض دولة فلسطين “الخضراء” المحتلة، لذلك عندما يموت أي يهودي فهذا ما يجعلهم يصرخون من الألم.

من الداخل الجغرافي الوطني الإيراني واضح جدا صناعة المشهد السينمائي ضمن “فيديو” اصدار الأوامر ومشاهد إطلاق المسيرات والصواريخ ال 720 في العدد وكذلك مشاهد هتافات أعضاء البرلمان الإسلامي المصورة تأييدا للضربة الصاروخية.

ولعل المشهد الأكثر درامية وأكثر سينمائية المخالفة للواقع المسرحي وهندسته هو ما بثه التلفزيون الرسمي للجمهورية الإسلامية لحرائق داخل غابات “تشيلي” في القارة الامريكية الجنوبية على انها حرائق انتجتها الصواريخ والمسيرات التابعة للجمهورية الإسلامية ضد الكيان الصهيوني؟!.

ان الجمهورية الإسلامية لديها اجندة قومية وطنية خاصة بها لها علاقة في البرنامج النووي و إعادة أموالها “المسروقة” من الغرب مع ضمان حركة التجارة و الاقتصاد مع الحلف الطاغوتي الربوي العالمي و أيضا الاعتراف بها منهم ك “حالة امبراطورية إقليمية” يكون لديها نفوذ و سيطرة و امتداد خارج جغرافيتها الوطنية مع وجود حالة من الستاتيكو المتفق عليه مع الصهاينة في المنطقة العربية , و هذه الاجندة تخدم الطبقة العسكرية الاستخباراتية التجارية المتكلسة و المسيطرة على “نظام الجمهورية الإسلامية” التي أسسها المرحوم روح الله الخميني على ارض ايران ك “نموذج” للأسلام المتحرك سياسيا و اجتماعيا و فرديا على ارض الواقع.

ان هكذا منظومة حاكمة مسيطرة على “نظام الجمهورية الإسلامية” قد تخلت عن الموروث الفكري الإسلامي الذي جاء به الامام الخميني وتريد ما هو سلطة دنيوية وتجارة وأموال وسيطرة طبقة اجتماعية متزاوجة مع بعضها البعض بعيدا عن الأيديولوجيا إذا صح التعيير وبعيدا عن الإسلام الانقلابي الثوري الذي يريد إعادة تشكيل الواقع حسب المدرسة الفكرية التي أنشئها الامام الخميني رحمه الله.

ما كان يمنع هذه الطبقة العسكرية الاستخباراتية المتكلسة المسيطرة من التخلص من موروث الامام الخميني و نهجه الجماهيري هي الحالة المؤسساتية الدستورية والتي كان من المطلوب من هكذا طبقة مصلحية منفعية دنيوية غير ملتزمة إسلاميا هو تعطيلها ومنع أي حالة نقدية طبيعية بشرية من هنا و هناك موجودة داخلها تمنع هكذا انحرافات معرفية , لذلك كانت هذه الاليات المؤسسية الدستورية و التي تعيد اطلاق حالات بشرية نقدية متجددة الى مواقع السلطة تسجل ازعاج و رفض من هكذا متكلسين مصلحيين خارجين عن الالتزام الديني الأيديولوجي المعرفي , و من هنا رأينا الرفض لأعادة ترشيح الرئيس السابق محمود احمدي نجاد و شخصيات أخرى هي مؤمنة و ملتزمة مع النظام الجمهوري الإسلامي و لكنها ليست ضمن الطبقة المتكلسة المسيطرة و لاحظنا كيف ان الحالة المؤسسية الدستورية الانتخابية السليمة قد اسقطت و أخرجت المرحوم هاشمي رفسنجاني انتخابيا و شعبيا من مواقع السلطة و أدخلت محمود احمدي نجاد.

لذلك تم خلق حالة من الديكتاتورية الغير مباشرة عن طريق ممارسة الاقصاء من الترشيح له ولغيره وحتى الشخصيات “الباهتة” مثل الرئيس السابق روحاني تم استبعاده “لاحقا” مع انه ب “لا” مشروع او روح او هدف او حتى رأي بل هو أيضا منتوج انتخابات مرتبة سلفا ومبرمجة كما حصل لاحقا مع الرئيس الحالي “إبراهيم رئيسي”، فأذن هناك أيضا تصفية وفلترة “مضاعفة” على اشخاص وشخصيات كان المطلوب منهم ان يكونوا “كراسي” تجلس “على كراسي” !؟ ودمى تحريك سمجة ب “لا” روح او هدف او رأي او وجهة نظر وحتى هؤلاء “الكراسي على الكراسي” تم طردهم لاستجلاب “كراسي” اخرى “أكثر صمتا؟! من هنا نفهم أيضا ما تم تسريبه من ان أعضاء البرلمان الإسلامي الحالي والذين هم أيضا “كراسي على كراسي” تم ابلاغهم بأنه سيتم اقصاء على الأقل نصفهم في الانتخابات المقبلة لأنهم لم يمارسوا “دور السكوت” المطلوب منهم ؟! مع انهم كانوا صامتين؟! عن الفعل والرأي والحركة والنقد والمراقبة؟!.

اذن هناك اجندة براغماتية مصلحية مختلفة ومتناقضة عن النهج والطريق الفكري المعرفي الأساس والمؤسس للجمهورية الإسلامية، لذلك تظهر التناقضات واختلاف الحركة عن الشعارات وتضاربهم بعضهم مع البعض.

ومن هنا تفهم لماذا تروج هذه الطبقة العسكرية الاستخباراتية المتكلسة المنحرفة الخزعبلات والتفاهات وما هو اساطير من طقوس وشعائر وعقليات تؤمن في الخرافة الغير ذات معنى والفاقدة للشرعية الدينية القرأنية؟ لها علاقة في التشيع الصفوي بعيدا عن التشيع العلوي إذا صح التعبير، بل اخذت هذه الطبقة العسكرية التجارية المصلحية السلطوية النفعية تزايد على المرجعيات الدينية الخرافية المنحرفة المرتبط جزء منها وظيفيا مع أجهزة الاستخبارات الدولية والتي كانت و “لا” زالت تروج ل “طقسنة التشيع” ونشر الخرافة فيه، لقد اخذت هذه الطبقة المتكلسة المنحرفة السلطوية تزايد وتتنافس مع المرجعيات الدينية المنحرفة في انتاج التفاهات والخرافات بل عملت على انتاج مسلسلات وأفلام سينمائية تحتوي تلك الأمور الفاقدة للقواعد الشرعية القرأنية وإعادة الترويج لها في وسائل الاعلام الحكومية !؟.

ان هكذا مرجعيات فقهية دينية منحرفة المرتبط جزء منها وظيفيا مع أجهزة الاستخبارات الدولية الأجنبية و الممولة والمدعومة منهم , هؤلاء هم ما كان يطلق عليهم الامام روح الله الخميني ب”مدعيين القداسة” و الذين ازداد عددهم و انتشروا في شكل اكثر كثافة و اعمق في فترة الثمانينات و التسعينات الى يومنا هذا و لكن ما اختلف حاليا في هذه الفترة الزمنية المعاصرة هو ان هكذا “طقسنة للتشيع” و نشر الخزعبلات والخرافات , أصبحت الطبقة المتكلسة المسيطرة على نظام الجمهورية الإسلامية تستند عليها ضمن “وهم” تعيشه بأنها ستظل في مواقع السلطة اذا نشرت هكذا طقسنة للتشيع و الخرافات في واقعها الوطني الإيراني و مواقع النفوذ التابعة لها خارج الجغرافيا الايرانية و من هنا نفهم لماذا تم الترويج لخرافة المشي للأمام الحسين عليه السلام او طقس المشاية او ان يتم الطلب من السيد حسن نصر الله الترويج لخرابيط و تفاهات من قبيل ان تربة الامام الحسين عليه السلام تشافي من الامراض و السرطان !؟ ان كل هذه الأمور هي “برمجة” وتوجيه استخباراتي وأوامر لحاجة محلية داخلية إيرانية لها علاقة في قناعات “الطبقة المتكلسة الحاكمة” بأنهم بذلك سيظلون في مواقع الحكم والسيطرة!؟ وستكون لهم روافع معرفية بديلة عن الرافعة المعرفية الأساسية المستندة على الفلسفة الإسلامية والعرفان للأمام الخميني وتلميذه الشهيد مرتضى مطهري ومنهجية الثورة الإسلامية المنشورة في كتب الشهيد الدكتور على شريعتي.

من كل هكذا تفاصيل نفهم لماذا تعمل هذه الطبقة المتكلسة السلطوية الاستخباراتية على “كتم انفاس” المؤسسات القانونية من الحركة ضمن أوضاع فيها نقاش انساني بشري طبيعي وحالة نقدية مطلوب تواجدها وليس خنقها، حيث أصبح هناك تناقض بين الشعارات والحركة على ارض الواقع حيث رأينا “شخصيات مؤسسة” ضمن نظام الجمهورية الإسلامية يتم الغائها من الحركة ومن الكلام حتى الدكتورة زهراء مصطفوي الخميني بنت المؤسس حذرت من أن الاستبعاد الواسع لمرشحي الانتخابات الرئاسية يهدد النظام الحاكم في إيران.

واعتبرت زهراء مصطفوي وهي ناشطة سياسية وحاصلة على شهادة الدكتوراه في الفلسفة، في تعليق لها بشأن استبعاد المرشحين الإصلاحيين والمعتدلين من قبل مجلس صيانة الدستور، أن “الأخبار غير المعقولة عن استبعاد مسؤولي النظام، الذين عملوا من أجل الشعب والثورة منذ بداية انتصار الثورة، فاجأتني وأحزنتني”

“لسوء الحظ، كانت مثل هذه الخيارات غير المدروسة تهدد الجمهورية الإسلامية لسنوات وتقوض أكبر أصولها، وهي العلاقة بين الأمة والحكومة”. “

” كان متوقعا أن يتخذ مجلس صيانة الدستور خطوة جديدة نحو الشفافية والإقناع العام، وتكريم نظام الجمهورية الإسلامية، ويكون مسؤولا عن ترسيخ هذا النظام الذي من أجله ضحت الدماء النقية لتأسيسه وصيانته”.

مضيفة: “لا يمكن لأي نظام أن يقف في وجه المشاكل والأخطار دون الاعتماد على دعم وثقة الشعب”.

وأكدت زهراء مصطفوي أن ما قام به مجلس صيانة الدستور ضد المرشحين المستبعدين وأغلبهم من الإصلاحيين “مجحف”، لافتة إلى أن “صمت أمثالي في مثل هذه الحوادث يزيد من قلق الناس على المستقبل”

كذلك من الذين تم اقصائهم كان الأستاذ “على مطهري” الذي كان نائباً في فترات برلمانية سابقة، لكن قبل سنوات رفض مجلس صيانة الدستور، طلبه للترشح، ورفض مجلس صيانة الدستور أهليته لخوض السباق الرئاسي.

اذن من هكذا حاجات محلية داخلية ومطالب لها علاقة في السيطرة القومية الداخلية الإيرانية نفهم لماذا هناك حاجة بأن تكون المرجعية الدينية الفقهية الاثنى عشرية ضمن واقع السيطرة الجغرافية الإيرانية في مدينة قم وليس مدينة النجف او في لبنان او في البحرين، ونفهم لماذا كانت هناك هيستيريا الهجوم على اعلان المرحوم السيد محمد حسين فضل الله لمرجعيته الاختصاصية الفقهية، وتم تحريك أدوات الجمهورية الإسلامية الموجودة داخل لبنان ضده لأن هكذا اعلان يضرب مصلحة الطبقة الحاكمة المتكلسة ضمن الواقع القيادي في الجمهورية الإسلامية.

اذن الحالة المصلحية القومية الذاتية لمنظومة حاكمة هي سيدة الموقف وهي من تختار القرار وطريقة العمل وليس الالتزام الأيديولوجي إذا صح التعبير من هنا نفهم ونكشف لماذا كانت الحاجة لمسرحية الضربة العسكرية وهندستها؟ بما مثل فضيحة لكوميديا سوداء تابعها العالم.

ان الحفاظ على ماء الوجه الإيراني لعله تحقق ولكن المسرحية انكشفت، وهذا تصريح وزير الخارجية للجمهورية الإسلامية واضح و”لا” لبس فيه وهو بالنص الاتي:”

” قال حسين أمير عبد اللهيان: ” ان بلاده قامت بتوجيه التحذيرات اللازمة للولايات المتحدة الامريكية في ظل تصاعد التوتر بين بلاده والاحتلال الإسرائيلي.” وهذا الكلام أيضا كرره أكثر من مسئول إيراني من هنا وهناك كذلك.

والولايات المتحدة الامريكية تؤكد هذا الكلام والكيان الصهيوني أيضا “مع انهم نفوه في تصريحات لاحقة ؟!” مع اعلانهم انهم يحضرون للرد العسكري ؟! رغم كل هكذا وضوح اعلامي معلن يمثل معادلة حسابية تقول بأن مجموع الواحد زائد واحد يساوى اثنان، أي هناك قطعية وكلام واضح “لا” جدل فيه و”لا” رأي مختلف حوله؟ الا ان المتكلمين بالأيجار؟! في لبنان ولندن وأماكن اخرى “لا” زالوا يعاندون ويتكلمون خارج سياق حقائق الأمور وهذا متوقع لأن رواتبهم تأتي من الجمهورية الإسلامية كما تأتي رواتب أخرى لمن يتكلم “ضد” الجمهورية الإسلامية؟ فكلهم مدفوعين الثمن والتبريرات جاهزة واتخاذ الموقف ونقيضه من اليمين لليسار أكثر جهوزية ما دام هناك من يدفع من الصهاينة او من الجمهورية الإسلامية او من الامريكان؟ وهؤلاء “لا” تهمهم الحقيقة و”لا” القضايا العربية وليس لديهم “هم المسئولية” و”لا” قلق النهضة العربية، ان هؤلاء يملئون فترات البث الإعلامي في الضوضاء الكلامية ويذهبون بعدها لبيوتهم ليناموا ؟! وما يحركهم هو المال ومن يدفع لهم.

على الرغم من اثبات وجود تواطئ ثلاثي استخباراتي بين الكيان وأمريكا وإيران ؟! فهل من المعقول ان 720 مسيرة وصاروخ لم تقتل أحد؟ ولم يدخل أحد حتى مستشفى؟! “حسب ما هو معلن ومنشور الى وقت كتابة هذه السطور؟” اذن نحن امام احتمالين اثنان لا ثالث لهما.

فأما ان هناك اختراق كبير لأخر ولأكبر مدى حيث يعرف الصهاينة والامريكان كل شيء وكل امر وكل تفصيل يحدث في داخل المؤسسات العسكرية للجمهورية الإسلامية داخل الجغرافيا الإيرانية وخارجها؟

ام هو الاحتمال الثاني:

وهو ان الجمهورية الإسلامية او المنظومة الاستخباراتية العسكرية التجارية المتكلسة الحاكمة فيها قد قدمت وأعطت للصهاينة والامريكان كل المعلومات والتفاصيل والاحداثيات بنفسها وعن طريقها وبواسطتها اذن هناك تواطئ وترتيب ومسرحية تم هندستها؟

وهنا نسأل أي احتمال هو الصحيح؟ ومن ثم ننطلق لنجاوب على السؤال الاخر:

ما هو المستقبل اذن بعد كل هذا؟

الان هل ستستطيع الولايات المتحدة الامريكية اقناع الكيان الصهيوني في التوقف عن الرد على الرد؟ “لا” أتصور ذلك لأن ليس هناك سلطة للولايات المتحدة الامريكية على الكيان الصهيوني، بل العكس هو الصحيح وهذا ما اثبتناه نظريا في مقالات ودراسات سابقة نشرناها وأيضا اثبتته حركة الواقع لما بعد الانتصار العسكري العربي الفلسطيني في السابع من أكتوبر ضمن عملية طوفان الأقصى.

ان عاصمة الولايات المتحدة الامريكية هي مدينة تل الربيع الفلسطينية المحتلة والمسماة “تل ابيب” والقرار عند الصهاينة فهم يتحكمون في الولايات المتحدة الامريكية وتلقائيا يسيطرون على “حلف الناتو، وبالتالي الدول الاوربية المرتبطة في هذا الحلف، حيث لن يتوقف الدعم الأوروبي الا ضمن حالة ضعف تحصل لحلف الناتو، ولكن في كل الأحوال والأوضاع فأن الامريكان سيضلون يدعمون ويضخون الحياة في هذا الكيان السرطاني العنصري الصهيوني المقام على ارض دولة فلسطين المحتلة.

ان الكيان الصهيوني حاليا ضمن هذه المرحلة لم يفقد الدعم الغربي لأن حلف الناتو “لا” زال موجود وتحت سيطرة الامريكان المربوط مع الكيان الصهيوني الذي يسيطر على الولايات المتحدة الامريكية ويحكمها، وحتى ما يحدث داخليا بين الصهاينة أنفسهم لن يغير شيئا في خطط ومشروعهم في إبادة العرب والغائهم من على الخريطة.

ما نستطيع ان نضيفه أيضا هو ما ذكره الدكتور محمد قواص: بأن ليل السبت – الاحد سقط محرم عمره من عمر الجمهورية الإسلامية، كرست تلك الليلة “عادية” إطلاق النار من إيران صوب “إسرائيل”، وهو ما قد يكرس “عادة” خطيرة تنقل نارا من “إسرائيل” الى إيران مباشرة. شيء كبير انقلب في توازنات المنطقة قد يستدعي حاجة الى حرب كبري.

د.عادل رضا

طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري

كاتب كويتي في الشئوون العربية والإسلامية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى