أسيادنا الصّدّيق، وعمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد من خلال عبقرية الصّدّيق – معمر حبار
عباس محمود العقاد: “عبقرية الصّدّيق”، هنداوي، نسخة: 2014، الطبعة الأولى: 1951، من 134صفحة.
سيّدنا الصّديق هو الصديق الأوّل، والدّائم لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
يريد القارئ المتتبّع بداية أن يشير إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي:
أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق رحمة الله، ورضوان الله عليه صاحب سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الصّغر، وشبابه، وقبل بعثته صلى الله عليه وسلّم، وبعد بعثته صلى الله عليه وسلّم، وإلى التحاق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بالرّفيق الأعلى.
وأوّل من آمن بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، رسولا، ونبيا.
و”ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ”، سورة التوبة: 40.
وأوّل من صدّق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في الإسراء والمعراج، وصدّقه. ولم يخبره صلى الله عليه وسلّم -حينئذ- بالإسراء والمعراج.
وصهره حين تزوّج سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، سيّدتنا الصّدّيقة بنت الصّدّيقة، والبكر، والعفيفة، والطّاهرة، والفقيهة، والمجتهدة، والقائدة أمّنا عائشة رحمة الله، ورضوان الله عليها.
وهو الذي صلى إماما بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في حياته صلى الله عليه وسلّم.
وهو الذي اختارته الأمّة طواعية، وبرضاها خليفة لصاحبه، وحبيبه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
إعداد سيّدنا الصّديق لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
الغاية من ذكر مناقب أمير المؤمنين سيّدنا الصّديق هي: سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لا يصاحب إلاّ صادق وصدّيق، ويهاجر مع عظيم، ويتزوّج عظيمة بنت عظيم، ويتنازل عن الإمامة لعظيم. وهذه -وغيرها- خصال اجتمعت كلّها في سيّدنا الصّدّيق.
إنّ الله تعالى أعدّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، من قبل أن يبعث. وأعدّ له صديقه، ومصدّقه، وصاحبه، وصهره، ومستشاره، والإمام، والخليفة قبل البعثة. وتجسّد كلّ هذا بعد بعثته صلى الله عليه وسلّم.
ومن هنا كان أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق، أفضل الجميع.
من اتّهم سيّدنا الصّدّيق في صدقه، وصحبته، وهجرته، وابنته، ومصاهرته، واستشارته، وإمامته، وخلافته. فقد اتّهم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأنّه لايحسن اختيار: صديقه، ومصدّقه، وصاحبه، وزوجه، وصهره، والإمام. لأنّ سيّدنا الصّدّيق أعد من قبل البعثة لينال المنزلة العالية، والصحبة الغالية، والهجرة السّامية، والمصاهرة الشّريفة الطّاهرة، والإمامة العظيمة، والخلافة الدّائمة.
الخصال العظمى التي انفرد بها أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق عن الجميع ودون استثناء:
تطرّق العقاد في فصل “الصّدّيق الأوّل والخليفة الأوّل”، وعبر صفحات: 15-28 إلى ميزات امتاز بها أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق عن الجميع ودون استثناء -أقول دون استثناء- مكّنته من نيل الخلافة، ومنها:
أوصى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهو في مرضه الأخير لسيّدنا الصّدّيق بإمامة المسلمين في حياته صلى الله عليه وسلّم. وكرّر الأمر مرّتين. مايدلّ أنّه أحقّ بالخلافة من الجميع.
طلبت سيّدتنا البكر أمّنا عائشة من زوجها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أن يعفي أباها الصّدّيق من الإمامة ويستبدله بآخر. مايدل أنّ إمامة الصّدّيق ومن بعد خلافته لم تكن بدعم عائلي. خاصّة وأنّ ابنته الصّدّيقة هي التي عارضت الأب الصّدّيق. وتردّدت مرّات في تبليغ سيّدنا الصّدّيق أمر الإمامة بالنّاس.
أخبرت سيّدتنا أمّنا عائشة، سيّدتنا أمّنا حفصة، أن تخبر أمير المؤمنين سيّدنا عمر بن الخطاب ليكون إماما عوض أبيها الصّدّيق -ركّز معي على أبيها- فرفض سيّدنا عمر بن الخطاب. مايدلّ أنّ سيّدنا الصّدّيق لم ينافسه أحد في الإمامة، والخلافة لأنّه أحقّ بها من غيره.
يوم التحاق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بالرّفيق الأعلى لم يكن يعلم به أحد. وكان مفاجأة للجميع. ولذلك تصرّف سيّدنا عمر بن الخطاب ذلك التّصرّف حين علم بالتحاق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بالرّفيق الأعلى. مايدل أنّ الإمامة، والخلافة لسيّدنا الصّدّيق لم تكن من تدبير أحد، ولا ضدّ أحد. ولذلك رضي بها الجميع. لأنّ أمير المؤمنين الصّدّيق أحقّ بها، ولم ينافسه أحد.
جعل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، الأمر في قريش ولم يجعله في بني هاشم، ولا عبد المطلب. ولذلك “أصهر إلى أبي سفيان، واتّخذ معاوية كاتبا للوحي” 21. ولم تكن وصية لأحد بالخلافة. ولا يوجد في أسيادنا الخلفاء “عمر وعثمان وعلي ومعاوية” 22 من ينافس سيّدنا الصّدّيق في خصاله.
عظمة، وطبيعة كلا من أسيادنا أمير المؤمنين الصّدّيق، وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب:
تطرّق العقاد في فصل “نموذجان” عبر صفحات: 53-61 إلى مقارنة بين أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق، وأمير المؤمنين سيّدنا عمر بن الخطاب. ويصل إلى أنّ كلاهما عظيم. ويمتاز كلا منهما بخصائص تجعله يتصرّف وفق طبيعته الخاصّة به، وخصائصه التي تميّزه. ولا تناقض بينهما، ومنها:
قال: كان سيّدنا الإمام الصّدّيق يمثّل الاقتداء. وسيّدنا الإمام عمر بن الخطاب يمثّل الاجتهاد.
قال: أعجب سيّدنا الصّدّيق بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم الصّاحب قبل سيّدنا النبي صلى الله عليه وسلّم. ولذلك كان الصادق والصّدّيق. وأعجب سيّدنا عمر بن الخطاب بسيّدنا النبي صلى الله عليه وسلّم، قبل شخصه صلى الله عليه وسلّم. 54
كان سيّدنا الصّدّيق القويّ في الرجل الدّقيق. وسيّدنا عمر بن الخطاب القويّ في الرجل القويّ. 56
كلا من أسيادنا الصّدّيق، وعمر بن الخطاب حدّة، وروية. تتأخّر حينا، وتتقدّم حينا آخر. 59
والقاعدة: لاتناقض في تصرفاتهما. وكلّ يتصرّف وفق طبعه. 60
رسم العقاد قاعدة لفهم العملاقين، وهي: الشدّة في أبي بكر موجودة تظهر في مناسباتها. واللّين في عمر موجود يظهر في مناسباته. 94
طبيعة كلا من سيّدنا الصّدّيق، وسيّدنا عمر بن الخطاب هي التي أدّت إلى الاختلاف في التّعامل مع مسألة عزل سيّدنا خالد بن الوليد:
أقول: ممّا فهمته من الكتاب وأذكره لأوّل مرّة في حياتي: يرى العقاد في فصل “مفتاح شخصيته” أنّ سيّدنا الصّدّيق معجب أشدّ الإعجاب ببطولة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وهو مفتاح لفهم شخصيته.
هذا الإعجاب هو الذي دفعه ليعجب ببطولة سيّدنا خالد بن الوليد. ولذلك رفض أن يعزله، ويحاسبه حين طلب منه سيّدنا عمر بن الخطاب عزله، ومحاسبته أثناء حروب الرّدة. لأنّ سيّدنا كان بطلا مثل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. 60
قال: كان الخلاف بين أسيادنا الصّدّيق وعمر بن الخطاب بين: قوتين من نوعين. ولم يكن الخلاف قطّ بين قوّة وضعف، أو بين حرص وتفريط، أو بين أثرة وإيثار. ولا بدّ من اختلاف بين عظيم وعظيم. 61
قال: يشترك الإمام سيّدنا الصّدّيق مع الإمام سيّدنا عمر بن الخطاب في حبّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وفي تفضيل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، على النّفس والزّوج والولد. وتجلى ذلك في كيفية التّعامل مع خبر التحاق سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بالرّفيق الأعلى. والتي كانت بطرق مختلفة، وحسب طبيعة كلا منهما.
أقول: كأنّي بالعقاد يريد أن يقول في آخر فقرة من الفصل: من علامات صدق رسالة، ونبوّة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، هي إسلام سيّدنا الإمام الصّدّيق، وسيّدنا الإمام عمر بن الخطاب.
أقول: يركّز العقاد على نقطة في غاية الأهمية، ومفتاح الشخصيتين، وهي: روية الإمام سيّدنا الصّدّيق تتبعها ثورة حين يستلزم المقام ذلك كحروب الرّدة، والتّمسّك بسيّدنا خالد بن الوليد. وثورة الإمام سيّدنا عمر بن الخطاب تتبعها روية حين يستدعي المقام ذلك. فهي ليست روية دائمة، ولا ثورة دائمة.
مسألة عزل سيّدنا خالد بن الوليد، وعدم عزله راجعة لطبيعة سيّدنا الصّدّيق الذي يمتثل لطاعة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، دون قيد ولا شرط ولا مناقشة. ولطبيعة سيّدنا عمر بن الخطاب الذي يجتهد في طاعة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
والمعروف عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أنّه اجتهد في جمع القرآن الكريم وعرضه على أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق الذي عارضه في بداية الأمر. لأنّه عمل لم يفعله سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. واجتهد سيّدنا عمر بن الخطاب في صلاة التّراويح وقال بشأنها “نعمت البدعة هي”. ولم يفعلها سيّدنا الصّدّيق لأنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يفعلها. وأمثلة أخرى لمن أراد الزّيادة.
عزل سيّدنا عمر بن الخطاب لسيّدنا خالد بن الوليد لاعلاقة له بما يسمونه “افتتان النّاس به:
مازلت لاآخذ برأي من يقول أنّ سيّدنا عمر بن الخطاب عزل سيّدنا الصّدّيق “خوفا من أن يفتن النّاس به “. وقد كان قائدا، وفاتحا طوال فترة سيّدنا الصّدّيق ولم يقل أحد أنّ “النّاس اغترت بسيّدنا خالد بن الوليد”.
لاأميل -وحسب قراءاتي- لهذا السّبب. وهو اتّهام لسيّدنا الصّدّيق بأنّه رضي بـ “اغترار النّاس ببطولات سيّدنا خالد بن الوليد”. وحاشا سيّدنا الصّدّيق أن يقرّ ذلك، أو يتغاضى عنه ولو كان سيّدنا خالد بن الوليد.
أضيف ملاحظة في غاية الأهمية: القول أنّ “النّاس اغترت بسيّدنا خالد بن الوليد”. هو اتّهام لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بأنّه لايحسن اختيار قادته. وأنّه يمنح القيادة للمغرورين، وأنّ لقب سيف الله المسلول منحه لشخص يغترّ به النّاس.
في الحقيقة لقب سيف الله المسلول كان من المعجزات التي أثبتت صدق رسالة، ونبوءة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في أنّ سيف الله المسلول لا يهزم، وأنّ سيّدنا خالد بن الوليد لم يهزم في معركة واحدة. سواء في الجاهلية، أو الإسلام. وقد ذكر ذلك العقاد بالتّفصيل في كتابه “عبقرية خالد” لمن أراد الزّيادة.
لم يعزل سيّدنا الصّدّيق سيّدنا خالد بن الوليد. لأنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يعزله:
لم يعزل سيّدنا الصّدّيق سيّدنا خالد بن الوليد. لأنّه كانت له سابقة مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، حين تبرّأ صلى الله عليه وسلّم من سيّدنا خالد بن الوليد، وقال صلى الله عليه وسلّم: “اللّهم إنّي أبرأ لك ممّا فعل خالد”. لكنّه لم يعزله. وسيّدنا الصّدّيق وتأسّيا بحبيبه صلى الله عليه وسلّم، أقرّ بخطإ سيّدنا خالد بن الوليد -غير العسكري، لأنّه لم يرتكب خطأ عسكريا طوال حياته-، ولم يعزله. لأنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لم يعزله. لأنّه لم يرتكب خطأ يستوجب العزل. 104
طبيعة سيّدنا الصّدّيق في طاعة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم: سرّ شخصيته العظيمة:
تطرّق الأستاذ عباس محمود العقاد رحمة الله عليه في الفصل: “الصّدّيق والدولة الإسلامية: 81-105”. لطبيعة أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق. والتي من خلالها تفهم القرار التي اتّخذها، ومنها:
لفهم أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق يجب استيعاب فهمه لطاعة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومنها تعامله مع سيّدنا أسامة بن زيد 84.85:
أبقاه على رأس القيادة وهو الشاب طاعة لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
استأذنه في أن يبقي معه سيّدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. لأنّه القائد الذي عيّنه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، الذي تجب طاعته.
طلب منه أن يلتزم بالأوامر التي قدّمها له سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولم يضف له أيّ أمر. لأنّ طاعة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، تفرض عليه تنفيذ أوامره صلى الله عليه وسلّم.
ووقفته العظيمة، والقويّة في حروب الرّدّة. لأنّ طاعته لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، تفرض عليه أن يدافع عن حبيبه صلى الله عليه وسلّم، الذين خانوا عهده، وتنكّروا له صلى الله عليه وسلّم. 86
كان لسيّدنا الصّدّيق يقينا بنصر الله تعالى لايملكه أحد. وكلّ وعد في القرآن الكريم كان عنده حقيقة عيان. 99
لاوصية في الخلافة:
جاء في فصل: “الصّدّيق والحكومة العصرية” 107- 111: “أنكر أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق على الذين قالوا له: خليفة الله. وقال: أنا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم”. 108
تطرّق العقاد عبر فصل: “الصّدّيق والنّبيّ وصحبه”: 112-118 إلى نقطة في غاية الأهمية. وأسعى لأعرضها بأسلوبي، وألفاظي وهي:
“لو أوصى سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالخلافة لسيّدنا علي بن أبي طالب لكان الصّدّيق أوّل من استجاب، وبايعه”. لأنّ أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق معروف عنه أنّه يطيع حبيبه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، دون تردّد، ومهما كانت الأحوال. ولا يمكنه أبدا أن يقع في مخالفته صلى الله عليه وسلّم. مايدلّ أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يوصي أبدا، ومطلقا بالخلافة لأحد.
من الكذب، وشهادة الزّور، والتّعدي على صدق الصّدّيق القول أنّ هناك وصية بالخلافة لسيّدنا علي بن أبي طالب، أو غيره ومهما كان. 114
وحين منع أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق ماطالبت به سيّدتنا فاطمة ماتراه ميراث أبيها صلى الله عليه وسلّم. فقد منع في الوقت نفسه ابنته سيّدتنا البكر الصّدّيقة بنت الصّدّيق عائشة أم المؤمنين الميراث. لأنّ الأنبياء لا يورثون لأبنائهم، ولا بناتهم، ولا لزوجاتهم ولا لأيّ كان.
وأمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق يطيع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، في الصّغيرة والكبيرة. ولو علم أن بنت النبي صلى الله عليه وسلّم، تورّث لكان أوّل من يمنح لها ميراث الأنبياء. ولا يمكنه بحال، ومهما كانت الأحوال أن يحرمها الميراث وهو المطيع لحبيبه، وصديقه صلى الله عليه وسلّم.
أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق كان يعلم علم اليقين أن لا وصية لسيّدنا علي بن أبي طالب، وغيره، ومهما كان. وكان يعلم علم اليقين أن الأنبياء لا يورثون. وسيّدتنا فاطمة لا ترث، وابنته سيّدتنا البكر الصّدّيقة بنت الصّدّيق عائشة أمّ المؤمنين لاترث من زوجها الرسول النبي صلى الله عليه وسلّم. وقد أطاع حبيبه صلى الله عليه وسلّم في الخلافة. لأنّه لاوصية في الخلافة. وأطاعه في الميراث لأنّ الأنبياء عليهم السّلام لا يورثون لبناتهم، ولا لزوجاتهم.
سيّدنا علي بن أبي طالب يثني على سيّدنا الصّدّيق، وسيّدنا عمر بن الخطاب:
قال: شاور أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق سيّدنا علي بن أبي طالب بشأن خلافة سيّدنا عمر بن الخطاب. فوافق سيّدنا علي بن أبي طالب، وأثنى على اختياره، وعلى سيّدنا عمر بن الخطاب.
وقال سيّدنا علي بن أبي طالب حين رأى الكتاب الذي عرضه أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق في آخر أيّامه على المسلمين: “لا نرضى إلاّ أن يكون عمر”. 115-116
كان العقاد عظيما وهو يصف عظمة أمير المؤمنين سيّدنا الصّدّيق بقوله الخالد: “ماكان لصديق النبي وصفيه أن يبيح لنفسه مالم يبحه النبي”. 110
الأحد 26 ربيع الأوّل 1446هـ، الموافق لـ 29 سبتمبر 2024
الشرفة – الشلف – الجزائر
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار