إقتصادالجزائر من الداخلقانون وعلوم سياسية و إدارية

أسوأ المديرين والمسيرين التنفيذيين

 
حسن مدبولى
بعض الرؤساء أو المديرين فى مجال العمل، يسعون بشكل فج لتحقيق مصالحهم الذاتية الضيقة أو بناء نجاحات شخصية فردية خاصة بهم،دون الإلتفات إلى حقوق من يعملون تحت رئاستهم ،و بغض النظر عن الأساليب التي يستخدمونها ،فهم قد يكونون سبباً في إيقاع الضرر بالمؤسسات التي يديرونها، عبر خلق ضغوط نفسية و مهنية على مرؤسيهم، بالإضافة بالفعل إلى الإضرار المباشر بالمصالح الحيوية لتلك المؤسسات
فن التعامل مع الرئيس السلبى:
للمنظومة التى تعمل بها حق عليك،سواء كنت راضيا عمن يرأسونك أم أن لك تحفظات قد تكون حقيقية،فلا تدع نفسك فريسة للإحباط والفشل ،بل يجب عليك التأقلم والتكيف مع كافة الظروف لكى تستطيع الحفاظ على المنظومة التى تعمل بها ،وبالتالى المضى إلى طريق النجاح الشخصي على المدى الطويل ،لإن المدراء والرؤساء يتغيرون وينتهون ،لكن منظومة العمل تستمر وتؤول فى النهاية إلى المرؤوسين إذا حافظوا عليها ، يجب الأخذ فى الإعتبار أيضا وجود صعوبات عملية فيما يتعلق بحرية الإنتقال من عمل لآخر،وعدم وجود بدائل إقتصادية،بالتالى فإن عملية التأقلم قد تكون مصيرية،، إذن لكل ذلك فمن المفيد تحديد بعض أنواع الرؤساء السلبيين وكيفية التعامل مع كل منهم :
1)الرئيس الخفيف
هذا الرئيس ودود للغاية، لكن ليس بطريقة تساعد على بناء العمل و جعله ممتعاً. فهو دوماً ما يدعوك لقضاء بعض الوقت بعد العمل للتسلية خارج المنظمة ،كما يمكن أن يدخل في أحاديث لا لزوم لها أثناء العمل كبالون إختبار لمصالح معينة ، أي أنه يحاول أن يستخدم نفوذه لتكوين شبكة علاقات وصداقات على حساب مصلحة العمل و سيختار فئة من الموظفين ليجعلها “المفضلة” وهذا سيحبط الموظفين خارج هذه الفئة وسيخلق تقسيمات في العمل.
كيف تتعامل معه؟
أهم خطوة في التعامل مع هذا النوع من الرؤساء هو أن تتعلم كيف ترسم حدوداً لطيفة بينك و بينه. لكن لا تسمح لمنصبه أن يرهبك، يمكنك السيطرة على الموقف بسهولة و ما عليك سوى أن لا تلبى دعواته بعد انتهاء العمل بشكل تدريجى ومتفاوت ولأسباب لبقة ،وأن تبتعد(تبتعدين) عنه عندما يتصرف بطريقة لا تتلائم مع احترافية العمل، لكن ليس معنى ذلك الإنعزال خارج منظومة العمل ،كما لا يعنى ذلك التصادم مع ذلك المدير أو الرئيس،إنما تكون التصرفات محسوبة بدقة وبدون عداء ظاهر ،مع الإستمرار فى العطاء فى عملك وإنجاز المهام المكلف بها بكل تفانى،فأنت تعمل للمنظومة وليس للأشخاص،
2) الرئيس الروتينى المدقق
هو ذلك النوع الذي يشعرك بأنك تحت الرقابة الدائمة ،لا يعجبه تنسيق مسودة التقرير،أو لا تروق له طريقة ترتيب أو تبويب الملفات ،أو إنه يظل يعيد مراجعة العمل أكثر من مرة بلا داع،وكل مرة يخترع تعديلا هامشيا جديدا، فهو يهتم بالتفاصيل الصغيرة أكثر من اللازم، و أضف إلى ذلك بقاءه يلوذ في المكتب بصمت متواصل،أو ثرثرة لا أثر لها ولا فائدة، أو يظل مشغولا بالرد على الهواتف أكثر مما يهتم بمن هم بمكتبه من المرؤسين، مما يجعل الموظفين في نهاية المطاف يشعرون بعدم الارتياح وقلة الثقة بعملهم.
كيف تتعامل مع الرئيس الروتينى ؟
سيروق الأشخاص المجتهدون للرئيس أو المدير الدقيق عندما يظهرون مرونتهم ورضاهم عما يحدث منه ، مع البقاء على تواصل دائم معه ،فرئيسك من هذا النوع سيرضى عنك إذا أنجزت العمل بالطريقة التي يتصورها هو، فما عليك فعله هو أن تلتقط تلك “الطريقة” عن طريق طرح الأسئلة عن أعمالك وإبقائه على اطلاع على كافة تفاصيل العمل و استنباط ميوله من أجوبته و ردوده مع الحفاظ بالطبع على كافة القواعد والنظم المتبعة ،وعدم الإخلال بالواجبات الوظيفية لإرضائه ،
لكن المؤسف في الأمر أن هذا لن يصلح مع كل الرؤساء الروتينيين ، فبعضهم لن يتوقف عن البحث عن شيء ليبالغ في تحليله و مراقبته وتعديله و في حال حدوث هذا عليك أن تجعل شعورك بالرضا عن عملك ينبع من داخلك. لا تسمح لهوس مديرك أو رئيسك بالتفاصيل أن يولّد لك شعوراً بأنك غير كفء لأن هذا لن ينتج سوى المزيد من التوتر و إضعاف الأداء.
3)الرئيس المستبد الغير نزيه
يلجأ الرئيس المستبد إلى الأسلوب الميكيافيلي ، أى أن الغاية تبرر الوسيلة، ويقوم بشكل دائم باتخاذ قرارات لا ترضي سوى كبرياءه أو مصالحه ،أو مصالح من يحققون مصالحه المباشرة أو غير المباشرة،بصرف النظر عن الكفاءة وحاجة وأولويات العمل، فالهم الوحيد لديه هو الحفاظ على ما يحقق له مصالحه الذاتية بأكبر قدر ممكن ،أو الحفاظ على مركزه وسلطانه لأطول وقت، دون منازع ولا منافس و في سبيل هذا سيلجأ إلى الإجبار و التهديد والتهميش والقهر والتقليل من كفاءة الآخرين بكافة الوسائل الشرعية وغيرالشرعية،
وسيحاول دائما وضعك تحت ضغط دائم لكى تقوم بتنفيذ أوامره بلا نقاش ،
كيف تتعامل مع الرئيس المستبد؟
بادر بتقديم أفكارك أو أعمالك بطريقة تمنح المستبد جزءاً من الفضل في إيجادها (أمرك لله) لإن ذلك سيشبع كبريائه دون الحاجة إلى رفضها. دوماً بادر إلى هذا بشكل سريع، حتى لو لم يكن رئيسك من النوع الذي يرد الجميل، و أيضاً عليك التحكم بمشاعرك أثناء تعاملك مع الرئيس المستبد غير النزيه، فليست كل المعارك تستحق أن تُخاض معه،لكن لا تنفذ أوامر غير قانونية أو تضر بمصلحة العمل، وإذا حاول إرغامك، إلجأ إلى السلطة الأعلى فى تلك الحالة، مهما كانت التضحيات،
4) الرئيس غير الكفء
هذا الرئيس لا يمتلك الإمكانات الفنية أو الإدارية المناسبة، حيث أن منصبه يتطلب مقدرات معينة لا تتوفر فيه، و أحياناً قد يمتلك هذا الرئيس بعض المقومات لكن الموظفين الذين تحت إمرته قد يكونون أكبر سناً منه و أمضوا وقتاً أطول منه في الشركة ولديهم خبرات وظيفية وعلمية أفضل منه ،أو أن لديهم مهارات متقدمة وكفاءات
لا يمتلكها هو،،،
كيف تتعامل مع الرئيس غير الكفء؟
إذا وجدت نفسك محبطاً من التعامل معه فهذا على الأرجح لأنك تمتلك الخبرات الوظيفية والعلمية والكفاءات التي يفتقدها ذلك الرئيس،وبالتالى فمن الضروري في هذه الحالة أن تتنازل عن القليل من كبريائك و تشاركه بعضاً من هذه الخبرة و المعرفة لتساعده لكى يملأ منصبه و طبعاً بطريقة لطيفة،وبهذا ستحافظ على إستمرارية
نجاح المنظومه.
5) الرؤساء مشعلوا الحرائق
هو ذلك الرئيس أو المدير الذى يقرر دوما وبشكل مفاجئ الدخول إلى آتون معارك وخلافات دون أخذ الوقت للتفكير بالحقائق أو العمل إلى جانب الفريق ولا مساعدته ، ولا محاولة وضع الحلول العملية اللازمة ، فهو فقط يلقي عليك كماً هائلاً من النصائح الصاعقة اللائمة، ويعطيك هدفا غير واقعي ويحملك المسئولية عن أية نتائج سلبية، ويعيد إليك أى مشكلة تطالبه بالمشاركة فى حلها،
ً دون حل مجدى فى كثير من الأحيان،
ولا يتواصل هؤلاء الرؤساء مع موظفيهم إلا عندما توجد نار يريدون إشعالها، ولا يفكرون بالعواقب، ويجعلون المواقف السيئة أسوأ عبر إحباط الموظفين المستمر، وعدم مساندة من هم بأمس الحاجة لهم من المرؤسين،لإنهم فى أحيان كثيرة لا يتمنون النجاح لمرؤسيهم، ولا يريدون أى نجوم سوى أنفسهم، ولا يساعدون على خلق كفاءات جديدة ،
كيفية التعامل مع الرؤساء مشعلى الحرائق ؟
على الجميع التمتع بالذكاء والهدوء
وعدم الإنخراط فى آتون الحرائق،بل على العكس ينبغي على فريق العمل إبداء التماسك والثقة ووضع الحلول والحفاظ
على إنتظام العمل، كذلك فإنه يتعين
توصيل رسائل مستمرة دائمة بأن فريق
العمل لا يمكن فصمه أو تفتيته ،وكذلك إيصال توضيح ضمنى لذلك الرئيس بأن إسلوبه هذا في حل المشاكل لا يجعلها
إلا أسوأ،وبالطبع يكون ذلك الشرح بإسلوب لطيف وغير عدائي،،،،،
وفى الغالب قد تصله الرسالة المطلوب إيصالها له،وهناك إحتمال أن يجد أسلوباً أفضل للتعامل مع فريقه،إن تبين له أن تماسك الفريق قويا ومرتبطا بمصالح الشركة أو المؤسسة
6) الرئيس الجبان غير المتحمل للمسئولية
هذا النوع من الرؤساء قد يكون لديه الكفاءة أو قد يكون مغتقدا لها ،لكنه بشكل عام يلقى بالمسئولية من على عاتقه ويحاول تحميلها على عاتق الآخرين، رغم إنه هو صاحب السلطة التى تستوجب تحمل المسئولية،الغريب هنا هو إنه يحاول دائما الهروب من تحمل المسئولية بإزاحتها إما
إلى مرؤسيه أو إلى رؤسائه،
كيفية التعامل مع الرئيس الجبان ؟
التعامل هنا يحتاج مهارة وفن وسرعة ،فالرئيس من هذا النوع سيحاول إختلاق أية فرصة للهروب من المسئولية،فإن كان عملا ما يحتاج إلى توقيعه وإعتماده، سيحاول إنتهاز فرصة تأخرك قليلا عن الإنتهاء من العمل،أو وجود بعض الأخطاء التى تستوجب إعادة الإصلاح ،لكى يختلق مبررا للهروب تحت أى حجة،تاركا لك مسئولية إعتماد العمل لإنجازه خصوصا إذا كان هناك من ينتظر من العملاء، وبالتالى فما عليك إلا أن تحاول إنجاز أعمالك بالسرعة والدقة الواجبة لقطع الطريق عليه،أيضا إذا كان هناك عملا ما يستوجب المراجعة الدقيقة نظرا لحساسيتة الشديدة وخطورته ،فإنه سيحاول الهروب من المشاركة فى تلك المراجعة؛بل سيحاول ألا يشارك بأي صورة من الصور فى هذا العمل،حتى تقع عليك وحدك المسئولية فى حالة ظهور أى مشكلة فى المستقبل ، وفى مثل تلك الحالة ،يتعين عليك ألا تمل من الإصرار على مشاركته فى عملية إتخاذ قرار إتمام ذلك العمل مع التوضيح له بأنك تثق فى عملك وتحاول طمأنته وإشعاره بمشاركتك فى تحمل المسئولية معه، وأن توصل إليه الأهمية القصوى لمشاركته فى إتمام ذلك العمل (،مع محاولة الحفاظ بالطبع رغم كل ذلك على السرعة المطلوبة لإرضاء العملاء،)،
7)الرئيس البارانويا (المصاب بجنون العظمة)
هذا الرئيس مشكلة المشاكل،وهو يعتبر مريض نفسي،فجنون العظمة مصطلح تاريخي مشتق من الكلمة الإغريقية (ميغالومانيا) (بالإنجليزية: Megalomania) وتعني وسواس العظمة، لوصف حالة من وهم الاعتقاد ،حيث يبالغ الإنسان بوصف نفسه بما يخالف الواقع فيدعي امتلاك مهارات استثنائية، وقدرات جبارة، أو مواهب مميزة، أو عبقرية لا مثيل لها، أو علاقات مهمة ليس لها وجود حقيقي،كما يرى أن كافة المتعاملين معه أقل شأنا ، وهى بالضبط نفس مواصفات المدير البارانويا الذى يتصور أيضا وفق ذلك أن المنشأة أو منظومة العمل ،ملك خاص له بمنح من يشاء ويحرم من لا يرضى عنه وفق أسس غير موضوعية لا تراعى أى مصلحة عامة،بينما هو يتصور إنه هو الذى يملك الحقيقة ؟
كيفية التعامل مع الرئيس البارانويا؟
المسألة هنا تتطلب الكثير من الصبر والدأب ،مع الإستعانة دائما بكافة التفاصيل الموضحة والمؤيدة لدقة وصواب المتطلبات المراد منه الموافقة عليها،كما يتعين الإستعانة بأكثر من جهة لإثبات ذلك و العمل بإصرار لإقناعه بتعديل رؤيته حفاظا على مصالح المنشأة،
8) الرئيس الكارثة
هو الذى تجتمع فيه أكثر من صفة من تلك الصفات السلبية المشار إليها، وهو يحتاج إلى صبر وحرص وقوة تحمل كبيرة لإمكان التعامل معه بدون الوقوع فى الأخطاء ،وإستمرار مثل ذلك الرئيس يمثل كارثة كبرى على منظومة العمل ،،،
وفى جميع الحالات يتعين التحلى بالهدوء،والنظر دوما للأمام ،والواقعية،مع الشجاعة ،والترابط بين فريق العمل تحت هدف واحد هو تحقيق مصلحة المنظومة،لإن أهم عنصر من إستتباب سيطرة الرؤساء السلبيين هو عنصر التشتت والفرقة والأنانية ومحاولة إرضاء الرئيس السلبى من أجل تحقيق مصالح ذاتية لكل موظف على حده ولو على حساب المصالح العليا للمنظومة أو المؤسسة ،الأمر الذى قد يصل إلى الإنهيار الكامل وبالتالى خسارة شاملة للجميع ،،
أهم المراجع :-


(المديرالموجود في اللاوجود*)
March 4, 2016 • • https://www.linkedin.com/in/mozahalotaibi
ماهر دهمان أراجيك
http://www.arageek.com/
تعليقات ومساهمات الزملاء على البوست
الخبرات الشخصية للكاتب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى