ثقافة

أساسيّات في تشكيل النصّ

سليمان جبران

سليمان جبران:أساسيّات في تشكيل النصّ

سقى الله أيّام التعليم البعيدة! في كلّ صفّ، مِن المدارس الثانويّة، كنتُ أدخله لأوّل مرّة ، لا بدّ لنا في لقائنا الأوّل ذاك، مِنْ التذكير بكتابة الهمزة، والحدّ الأدنى مِن التشيكل في النصّ الصحفي!
واليوم أجدني مضطرّا، مع بعض الخجل، إلى نشْر محتوى الدرس الأوّل ذاك على القرّاء جميعا. أقدّم اعتذاري سلفا!
التنوين:
التنوين هو عبارة عن نون ساكنة تلحق بالأسماء المعربة لفظا، ويكون التعبير عنه بمضاعفة الحركة: شجرةٌ، شجرةً، شجرةٍ. وتُلفظ: [شجرتُنْ، شجرتَنْ، شجرتِنْ].
تنوين الفتح تُضاف فيه أَلف (ولدًا)، ما عدا:
الأسم المختوم بألف في الأصل: عصًا، فتًى..
الاسم المختوم بالتاء المربوطة: شجرةً، غرفةً..
الاسم المختوم بألف ممدودة (ألف قبل الهمزة): ماءً، دواءً..

كتابة الهمزة
في أوّل الكلمة تُكتب الهمزة على ألف دائما: أُستاذ، أَيّام، إِنسان. تبقى كتابتها دون تغيير حتّى إذا سبقها حرف أيضا: بِأَنَّ، لِأَنّ. . ما عدا: لَئِنْ، لِئَلّا!
في آخر الكلمة تُكتب وفقا للحركة قبلها، إذا كانت مسبوقة بحركة، دونما اعتبار لحركتها: نَبَأ، بُؤْبُؤ، شاطِئ. وتُكتب الهمزة في آخر الكلمة
منفردة، دونما اعتبار لحركتها، إذا سبقها حرف مدّ أو حرف ساكن: سماء، سوء، يجيء، جُزْء، عِبْء، مِلْء، شيْء..
في وسط الكلمة يُنظر إلى حركتها وحركة ما قبلها، وتُكتب بحسب أقوى الحركتين. ترتيب الحركات بحسب قوّتها: -ِ –ُ –َ . والسكون طبعا أضعف من الحركات كلّها: مَسْألة،سُؤْدد، بِئْسَ ..
ملاحظات:
ا- حكم الياء الساكنة في وسط الكلمة كحكم الكسرة: بيئىة، جيْئة . .
ب- إذا كانت الهمزة في وسط الكلمة مفتوحة بعد ألف، فتُكتب منفردة لمنع التقاء ألفين: جاءَنا وليس [جاأنا] . .
ب- إذا انضاف إلى الكلمة حرف أو أكثر، فبعضهم يحكم الهمزة المتطرّفة بقواعدها في وسط الكلمة: تبدؤُونَ، وبعضهم يبقيها كأنَما هي متطرّفة: تبدأونِ . .
ج- في الكتابة المصريّة لا يكتبون واوين متتاليتين: شُئون، رَءُوم. .
د- لذا كثيرا ما نجد في النصوص: يبدأونَ، يبدؤون، يبدءونَ.. وفقا لدولة الكاتب واعتباراته!!

الألف المتطرّفة في الاسم:
إذا كانت الألف ثالثة تُكتب على ألف طويلة إذا كان أصلها واوا، مثل الرُّبا [ جمع ربوة ]، وعلى الف مقصورة إذا كان أصلها ياء، مثل الهدى ..
ملاحظة: بعضهم يعود بالاسم إلى الأصل الثلاثي فيكتبون دُنا [ جمع دنيا ]، وآخرون يعودون إلى مفرده فحسب، فيكتبون دنى..
إذا كانت الأف رابعة فما فوق نكتبها مقصورة مثل مدّعًى، ملتقًى . .
ملاحظة: بعضهم يكتب موسيقى، وفقا للقاعدة السابقة، وآخرون يكتبون موسيقا كأنّما هي لفظة أجنبيّة!!

حدّ أدنى من التشكيل
إذا استثنينا كتب الأطفال، حيت نشكل الكلمة أحيانا شكلا تامّا، فلا بدّ من حدّ أدنى من التشكيل، نثبته دائما، حتّى في المقالات الصحفيّة:
ا) الشدّة يجب علينا إثباتها دائما. وقد نتساهل فنكتب مثلا ” عربي ” بدون تشديد الياء لتقريبها من المحكيّة.
ب) هناك قراءات كثيرة مثلا للكلمة ” عرب ” إذا كتبناها دونما شدّة. هذه الكلمة بالذات تقتضينا، مثلا، رسم الشدّة، عرّب ، حتّى إذا كان النصّ صحفيّا دون تشكيل. في ياء النسب نثبت الشدّة دائما، إلّا إذا أردنا قراءة الكلمة كما في المحكيّة، مثل لبناني، وإنْ كان حقّها التشديد: لبنانيّ!
ج) الشدّة الناشئة من ال التعريف في الأسماء المبدوءة بحرف شمسي، لا نثبتها عادة لأنّها طارئة، غير أصليّة: الشمس، الطريق. .
د) مع ذلك، نثبت الشدّة والتشكيل التامّ في كلّ لفظ جديد مستحدَث: تَوْشِية، تَصَحُّر، مَظْهَرِيّة، سِنْسِكْريتِيَّة . .
ه) لا بدّ لنا في العربيّة الحديثة أخيرا من الاتّفاق على بديل في العريبّة للحرفين v،P ، لكي نقرأهما كما في لفظهما الأصلي.! بالمناسبة: كبرتُ وأنا أظنّ أنّ الزعيم الهندي الكبير اسمه غاندي، بالغين! هكذا قرأتُها في النصّ العربي لأوّل مرّة!
و) طبعا، لا يمكن حكم التشكيل كلّه في قواعد صارمة. مع ذلك، يجب التقليل منه في النصّ الصحفي ما أمكن!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى